المصاحب للجن كالمصاحب للأنظمة/ المرتضى محمد أشفاق
يقال إ ن من صار من أصدقاء الجن ليستفيد من خدماتهم. لا بد له من ترك شيء لهم، كأصبع لا تغسل في الوضوء، ولا تمسح في التيمم، أو يبتلى في بعض ذريته، بجنون، أو عاهة، أو موت..
ومن كانت له علاقة بالأنظمة الحاكمة على اختلاف أزمنتها، ومذاهبها، مهما كان مستواه المعرفي، وإيمانه بمبادئه، لا بد له من أن يتخلى لها عن شيء، فتأخذ مبادئه عطلة معوضة، ويحط مستواه المعرفي، والأخلاقي في درج الدواليب المهحورة، ثم يحصل على رخصة التصفيق، فيتغزل بمحاسن الأنظمة، فإن لم يجدها اختلقها، ويبرر الخطأ، فإن لم يستطع سكت عنه،. ويضخم الضئيل، ويرد على المناوئين..
باختصار لا بد له من تصفيقة، والتصفيق باليدين هو أدنى أنواع التصفيق لأنه تصفيق العامة، يتقنه الأطفال، والأميون، والمجانين، ويليه تصفيق الخاصة وهو التصفيق بالكلمات، أما التصفيق بالمبادرات الدسمة، فهو تصفيق خاصة الخاصة وهو أرقى الثلاثة، ففيه تبسط الفرش للقصاع، وتتزاحم الأواني على الموائد من كل صنف، ولون، ومذاق، يحضره العلية ومن تشبث بأكمامهم، وتكفل بحفظ نعالهم من الهوامش، وعشاق الموائد، ورواد المجالس، وفضوليي الصخب المنظم..أما الصنف الأول من الثلاثة فلا ينفع، ولا يرفع، ولا يشفع، وأما الثاني فينفع ويشفع ولا يرفع، وأما الثالث وهو تصفيق خاصة الخاصة فينفع. ويشفع، ويرفع..
اللهم أعز الأسلام والمسلمين، وأوهن كيد الكافرين، وانصر المجاهدين، المرابطين على الثغور، فلا ناصر لهم إلا أنت..