جمعنا “الوطن- الحلم” حول سومارى/ مريم محمد سالم
لماذا سومارى ؟…
اكثر سؤال واجهني اثناء وبعد الحملة الرئاسية الأخيرة هو : “لماذا اوتوما سومارى دون غيره ؟ “.
وبصفتنا شبابا مستقلين لا ننتمي لحزب سياسي، ولا توجهنا اديولوجيا معينة ، ولا ننتخب الساسة على أساس معايير جهوية ولا قبلية ولا عرقية ؛ ولا نجري وراء المصالح الضيقة، كان امامنا خياران لمن يسعى الى التغيير ، هما المحامي الشاب العيد ولد محمدن، والبروفسور اوتوما سومارى..
وبالنسبة إلي و إلأى بعض من شاركوني التوجه، كان مصباح سومارى يعني لنا اكثر من شعار انتخابي.. كان بالفعل نورا في نهاية النفق.. ركضنا نحو النور رغم يقيننا باستحالة العبور _حاليا على الاقل _ لكنها خطوة في الاتجاه الصحيح خطوناها باقدام ثابتة، ورؤوس مرفوعة، وارواح حالمة ، وقلوب محبة .. حلمنا عظيم وبسيط.. لا نريد سوى وطن لكل مواطن.. نحلم بموريتانيا التي نريد.. موريتانيا التي عرفناها في المدرسة حاضرة اينما حللنا .. نحلم بان نتساوى امام العدالة كما كنا نجلس امام المعلم على الطاولة نفسها .. أن تطالنا العقوبات نفسها، والتشجيعات نفسها .. ان نتساوى في الفرص والواجبات ، ان تطيب نفس كل مواطن يشعر بالغبن، وان يشفى كل مواطن مصاب بداء الاستعلاء والتخلف ! .. كنا نريد أن نقول إنه بالقانون والقانون وحده نستطيع ان ننجو من الغرق في مستنقع الكراهية العفن، ومن مخرجاته الخطرة.. ظهر سومارى فجأة بعفويته وطموحه الجلي ، فرفع شعار العدالة والوحدة والعمل . وأصر على الحديث بحسانية مكسرة طالما حالت دون توضيح فكرته ، إلا انه يريد وطنا جامعا ويجب ان ينطق بجميع لغاته. فرحنا به فرح الرضيع الجائع بأمه ، فبدت حملته لوحة وطنية مبهرة.. كانت مهئة لأن رائعة لو انها حظيت بإدارة تتقن الرسم بريشة السياسة . دعمته جماعات وافراد من كل الجهات والطوائف والتوجهات المتناقضة احيانا ،لكن نسيم الوطن الحلم جمعهم من حيث لا يشعرون ! كان طموحنا محدودا بسور من الواقعية ومع ذالك جاءت النتيجة دون المطلوب ، ولم يمنعنا تدنيها من الشعور بالنجاح ؛ فالتفافنا حوله لا لشيء سوى كفاءته و سعينا لموريتانيا المنشودة ،كان نجاحا في حد ذاته .. اعترافه بنتائج انتخابات اشرفت عليها لجنة قبل بالبداية الاحتكام اليها ، ولا يملك دليلا ماديا على تزوير صريح ، كان بالنسبة لي اجراءا طبيعيا ولا يستغرب السبق اليه من إنسان بمستواه ، رغم اننا جميعا مستاؤون من استخدام السلطة ونفوذ العشائر واصحاب الاموال للتاثير على ارادة الناخب في مجتمع بدوي ترتفع به نسبة الامية ويتسابق بعض مثقفيه الى القاع للأسف !