مسابقة دخول السنة الأولى إعدادية بين المصداقية والعبثية/ شيخنا محمد سلطان
ركزت الجمهورية الأولى في تأسيسها للدولة على التعليم إيمانا منها بأنه الرافعة الحقيقية للنمو والازدها. وفرت للتعليم ميزانيات معتبرة مقارنة بحجم موارد البلد الفقير و المولود حديثا وتم التركيز على إعداد الكادر البشري القادر على على أداء المهمة تكوينا وتأطيرا ووضع في ظروف مادية مكنته من الاخلاص والتضحية والابداع. كما كان للتقييم دوره في المصداقية ، فالتجاوز إلى المرحلة الإعدادية يتطلب أن يخضع التلميذ لمسابقة تتحدد فيها عتبة النجاح حسب عدد المقاعد المتوفرة فترى التلميذ يحصل على معدل 90 من أصل 180 نقطة دون أن ينجح في المسابقة لكنه يحصل على شهادة ختم الدروس الابتدائية فيرسب ليعيد الكرة مرة أخرى ، هذا النمط من التقييم سمح برفع مستوى التعليم وكان الكل فيه سواسية كما أجبر التلاميذ على الجد والاجتهاد والمعلمين على البذل والعطاء. منذ حكم العسكر تحولت المسابقة إلى امتحان تجاوز يتفاوت معدل النجاح فيه من ولاية إلى أخرى في خرق واضح لمبدإ العدالة بين المواطنين . كيف نسمح لتلميذ حصل على 80 من أصل 200 بالنجاح ونطمع أن يتطور أداؤه وتتحسن معارفه وهو الذي يحمل معه نواقص في المعارف بمعدل 60% ويظل العجز يتفاقم سنة بعد أخرى حتى يصل إلى مرحلة الطرد إن لم يتسرب من المدرسة قبل نهاية السنة الدراسية. نحن اليوم بحاجة إلى مراجعة لأنماط التقييم في التعليم لدينا وخاصة ما يسمى مسابقة دخول السنة الأولى إعدادية : لنحولها إلى امتحان تجاوز لمن حصل على معدل 200/100 . نلغي مبدأ التناسبية بين الولايات لنضمن العدالة بين التلاميذ. نبعث في التلاميذ روح الجد والاجتهاد. نوقف التدهور الحاصل في المستويات. عندها ستتحسن نسب النجاح في شهادتي الإعدادية والباكلوريا. شيخنا محمد سلطان.