canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

هل اقتربت امريكا من اتخاذ قرار الهجوم على ايران؟/ هاني الروسان

.يبدو ان الصاروخ اليمني الذي تجاوز كل الدفاعات متعددة الطبقات  الامريكية والاسرائيلية، ليحط في قلب تل ابيب ويصيب عددا غير مسبوق من الاسرائيليين دفعة واحدة وصل سقف الثلاثين مصابا ويلحق اضرارا مادية تخطت ما اعتاد سكان العاصمة ابية على رؤيته من قبل، يعود لتطوير ايران رأساً حربياً قابلاً للمناورة، وان ذلك هو ما بات يزيد من قناعة واشنطن بضرورة محاولة الاسراع لتفكيك نظرية الأمن القومي الإيراني التي جرى صياغتها على ضوء النتائج التي تمخضت عنها الحرب مع العراق والتي تستند إلى استراتيجية الاشتباك خارج الحدود لمواجهة الأخطار المحتملة وعدم انتظارها حتى تقترب من الحدود اي استراتيجية  ملاقاة الخطر قبل وصوله والتي عمقتها اكثر منذ عام 2003 عقب الغزو الامريكي لبغداد وتفكيك الدولة والجيش العراقيين، ووضع مساحات واسعة من العراق في قبضتها الامنية والاستخباراتية.

فمن غير المستبعد ان يكون وقوف الولايات المتحدة الامريكية على حقيقة عدم امتلاك اي من اسرائيل وايران لآليات ردع كافية او حاسمة قد تدفع  لخلق قواعد اشتباك جديدة بين الطرفين تؤدي الى مزيد من التقلبات والتوترات في مناخ الامن الاقليمي، يتعذر عليها اعادة ضبطه والتحكم فيه، الامر الذي يضاعف من احتمالات ان يضع مصالحها وقواعدها في المنطقة تحت طائلة الخطر المحدق، حيث يُنظر الان في الاوساط الاعلامية والسياسية الامريكية والاسرائيلية الى الصاروخ اليمني، كشكل من اشكال التصعيد الايراني، الذي يحمل عدة رسائل في الوقت نفسه، اذ من ناحية تحاول طهران من خلاله التخفيف من حدة احساس حلفائها بفداحة خسارتها في سوريا بعد سقوط النظام هناك ، ومحاصرة ذراعها الرئيسية في الاقليم بتشديد الخناق على حزب الله، والاشارة الى ان بدائلها ليست اقل فاعلية، ومن الناحية الثانية ارادت ان تكون تل ابيب على علم مسبق وهي تعد العدة لمهاجمتها، بما في الجعبة الايرانية من ادوات قتالية لن يكون بمقدور اسرائيل عدم اخذها بنظر الاعتبار وهي تستعد لاعلان الانتصار الكبير بعد القضاء على البرنامج النووي الايراني.

ويركز الاعلام الصهيوني وكذلك الامريكي في قراءتيهما لاستخدام جماعة انصار الله الحوثي لهذا النوعية من الصواريخ على انه نوع من الخروج الاضافي عن مسار الحذر السابق لايران الذي كانت تتوخاه في سلوكها العسكري مع اسرائيل، – والذي اتضحت حدوده مع طبيعة ردود فعلها المباشرة بعد قصف القنصلية الايرانية بدمشق واغتيال اسماعيل هنية على اراضيها، – فضلا عن تصعيدها الدبلوماسي في مواجهة جيرانها من دول المحيط الجغرافي عندما هددتها بصفة مباشرة باستهداف القواعد الامريكية في اراضيها في حال سماحها باستخدام اراضيها هذه في العدوان عليها، وهو ما قد يدفع لخلق قواعد اشتباك جديدة متدحرجة بين اسرائيل وايران قد تجر الاقليم الى حرب شاملة.

ولتتجنب واشنطن الانزلاق في حرب داخل الاقليم، وحيث لم تسفر استراتيجياتها في مواجهة النفوذ الايراني في المنطقة عبر تفتيت اذرعها فيها عن نتائج حاسمة، وخاصة في اليمن والعراق، للحد من هذا النفوذ، فانها مع قدوم ترامب ستكون اكثر ميلا بالتعاون مع اسرائيل للقيام بعملية جراحية اوسع نطاقا تعيد هندسة الوجود الايراني في المنطقة على نحو ينهي صداعها الاقليمي فيه، كما نقلت ذلك صحيفة هآرتس عن تقارير عيرية، اكدت ان الطيران الحربي الاسرائيلي يستعد للعملية الكبرى ضد ايران بدعم محتمل من ادارة ترامب القادمة، بالاضافة الى تقارير اخرى تتحدث عن ما تسميه بالفرصة التاريخية لضرب  المنشآت النووية الايرانية، اتساقا مع جاء على لسان وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس حول استعداد الجيش الصهيوني لعملية عسكرية ضد ايران الذي اعقب تأكيد من نتنياهو على المضي في خطط تغيير الشرق الاوسط اذ قال: قبل عام قلت اننا سنغير الشرق الاوسط ونحن نغيره الان بالفعل ،واذ يرى بعض المراقبين ان تسليح ايران للجماعة الحوثية بصواريخ فرط صوتية محدودة الانتشار بين الدول يأتي في اطار محاولة ايرانية لنقل رأس الحربة من بيروت الى صنعاء التي تتمتع بموقع جيوسياسي يحول دون قدرة إسرائيل على خوض حرب مباشرة معها، الامر الذي يدفعها للتفكير جديا بضرب إيران للتخلص من جماعة اتصار الله التي أصبحت هي الاخرى صداعا مقلقا لإسرائيل التي لن تستوعب ابقاء تل أبيب تحت رحمة الصواريخ اليمنية والايرانية  في الوقت الذي تستعد فيه لاعلان انتصارها الاقليمي.

وليقين واشنطن من عدم قدرة اسرائيل على القيام منفردة بتحقيق نتائج حاسمة في المواجهة مع ايران، وللحيلولة دون تدحرج التوتر في المنطقة الى مستويات حرجة ومنفلتة، ولرفع ما تضاعف لديها من حرج جراء مستويات الارتباك العالية التي باتت عليها البحرية الامريكية وادت في واحدة منها واخرها بعد اقل من عشرين ساعة على تخطي الصاروخ اليمني للدفاعات الامريكية هو اسقاط احدى المقاتلات الامريكية من طراز اف18 بنيران صديقة كما جاء في بيان للقيادة المركزية الامريكية، فنده المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله (الحوثيين) العميد يحيى سريع الذي قال أنهم أسقطوا طائرة إف 18 أثناء محاولة التصدي للطائرات الأميركية والبريطانية، التي شنت غارات على اليمن في ساعة متأخرة من يوم السبت.الماضي، فضلا عن فشلها في حماية الملاحة في البحر الاحمر، فان واشنطن قد صارت اليوم اكثر قربا من اي وقت مضى من اتخاذ قرار مهاجة ايران واعادة تركيب تموضعها الاقليمي، بما يتسق والدور التركي الجديد والذي يحظى على ما يبدو بقبول اسرائيل ان لم يكن له هامشه الخاص به والذي سيكون قادم الايام كفيل بكشف حقيقة وجوده من عدمه.

وفضلا عن كل الذي ذُكر فان ما قد  يدفع واشنطن للاسراع باتخاذ قرار الهجوم على ايران اذا توفرت له ضرورات اتخاذه سيكون استباقا لتوقيع طهران وموسكو اتفاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة الذي اصبح جاهزا وكان مزمع التوقيع عليه على هامش قمة “بركس” الاخيرة في قازان، الا انه ارجأ الى قمة خاصة به، لتأكيد اهميته واستثنائية في العلاقات الثنائية بين البلدين اذ يعني الانتقال بها من ارهاصات احتمالات الصدام وعدم الثقة الى التعاون في كافة المجالات وخاصة العسكري منها ويمهد لتحالف يصل الى حدود الدفاع المشترك بين الدولتين ما يعني ان تصبح ايران احدى الخطوط الحمراء في توجهات موسكو المستقبلية.

استاذ الاعلام في جامعة منوبة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى