حزب يموت واخر يولد وثالث في غرفة العناية المركزة/ مريم منت عبدي

هذه و للاسف هي حالة الاحزاب السياسية في موريتانيا حزب يولد بعد مخاض عسير إلتزم القائمون عليه بالكثير من الوعود البراقة والالتزامات اللامشوطة في حين ظل ديدنه عدم الاكتراث بالقول المأثور (أنجز حر ما وعد) وحزب يموت لزمرة من الوعود التي طال انتظارها وجملة من الالتزامات التي عجز عن تحقيقها لانعدام التربة الصالحة ضف الى ذلك ازمات الثقة وعدم الرضوخ لإملاءات الضمير التي تسعى دوما الى تمثل القول الماثور السابق ( انجز حر ما وعد) خصوصا بعد أن انتقل من الوجود بالقوة الى الوجود الفعل لكن هذه المرة لم يعد التواري خلف الكواليس يجد مبرراته فأزيح الستار عن المستور واصبح المسكوت عنه موضاعا للنقاش وهنا بدأت الازمة وانكشف الغطاء وانحلت العقد و بدأت مراسم المأتم وثالث في غرفة العناية المركزة وما ادراك ما العناية المركزة حيث لم يعد لمقولة الوقاية خير من العلاج مكان فقط العلاج المكثف داخل غرف العناية التي يتم التركيز فيها على حقن الحزب بجرعات لتقوية المناعة المنهكة بسبب التنافس السلبي في الحقل السياسي مع جرعات تكميلية لعلاج المضاعفات المرضية الناتجة عن الصدمات والانتكاسات و فشل البرامج الانتخابية وظاهرة الترحال السياسي والسؤال الذي يطرح نفسه ازاء هذا الواقع المؤلم هو هل القرار الاخير الصادر عن الحكومة و المتعلق بنشاة الاحزاب وطريقة حلها سيساهم في تحسين الوضع والدفع بالديمقراطية الى نظام سياسي حقيقي أم انه سيعمل على اعادة استصلاح التربة ووضع سياج جديد لحماية سباع الغابة ؟! لست ادري