آراءموضوعات رئيسية
ضرب إيران ليس بين أولويات ترامب / عبدالوهاب بدرخان
مرحلة التحوّلات في الشرق الأوسط على وشك أن تبدأ، بناء على المحفّزات التي تبلورت جراء حربَيْ غزة ولبنان، وسقوط النظام الأسدي في سوريا، وانكفاء الميليشيات الإيرانية في العراق، واقتراب لحظة الحقيقة بالنسبة الى تقرير مصير سيطرة الحوثيين في اليمن. لم تكن حرب غزّة و”طوفان الأقصى” كالحروب الأربع التي سبقتها، ولم تكن “الحرب الكبرى” التي مهّدت لها إيران بـ “وحدة الساحات”، لكنها شكّلت على الفور مواجهةً استراتيجية، إسرائيلية- إيرانية. سرعان ما تجنّد محور أميركي- غربي داعمٌ لإسرائيل، أما “محور إيران” فاقتصر على الميليشيات التي زرعتها هنا وهناك ولم تكن له مؤازرة روسية أو صينية، وبالنظر الى صراع عربي- إيراني لا يزال متفاعلاً لم يكن متَصَوَّراً أن يحظى “محور إيران” بالتفاف عربي حوله أو تحت رايته، حتى لو كانت غزة أو فلسطين عنواناً للمواجهة.
عودة دونالد ترامب الى البيت الأبيض هي محفّزٌ مستجدٌّ حاسمٌ بالنسبة الى التحوّلات المرتقبة، وإذا كان تحالفه مع بنيامين نتنياهو أنتج سابقاً “صفقة القرن”، فإن ترامب الجديد يبدو حليفاً أكثر قرباً الى قادة اليمين المتطرّف الذين يضعون أهدافاً توراتية لـ “الصفقة” ويريدون دماراً شاملاً و “تطهيراً عرقياً” كاملاً في غزة لتصبح جاهزة لمشاريع استيطانية كبرى تتلاءم مع “العقيدة” الترامبية للتطوير العقاري. ربما يرغب ترامب وصقور ادارته في تلبية كل الأطماع الإسرائيلية، طالما أن الفرصة سانحة للبناء على الهزائم والخسارات التي مُنيت بها إيران و”محورها” ونفوذها الإقليمي، وسانحة أيضاً لـ “تغيير وجه الشرق الأوسط”، كما يدّعيه نتنياهو. وفي حالٍ كهذه سيكون على الولايات المتحدة أن تحسم موقفها من جملة استحقاقات تاريخية من شأنها أن تغيّر “وجه أميركا” نفسها: كأن تعترف رسمياً وعملياً بـ “حق إسرائيل” في الإبادة الجماعية لفلسطين وشعبها، أو أن تكرّس الشرق الأوسط منطقة نفوذ تديرها إسرائيل بالإنابة، وما على العرب سوى الخضوع للأمر الواقع الذي يمليه مجرمو الحرب.
النتيجة المباشرة للتحوّلات التي تقترحها إسرائيل- نتنياهو وحلفائه، ويفترض أن يدعمها ترامب، هي أن الصراع لم ينتهِ، لا في غزّة بعد استعراضات القوة التي نظّمتها “حماس” خلال تسليم الرهائن، ولا في لبنان بعد عراضات “حزب إيران/ حزب الله” وتأجيل الانسحاب، ولا في سوريا حيث يتوسّع الاحتلال الإسرائيلي ويثبّت، ولا مع اليمن طالما أن يزال الحوثي يهدد سفن إسرائيل أو تلك المتوجهة اليها، ولا مع إيران نفسها حيث يتقدم البرنامج النووي بثبات. لأسباب سياسية شخصية يتحفّز نتنياهو لضرب المنشآت الإيران، مستنداً الى الضربات التي نفّذتها إسرائيل بالتنسيق مع الإدارة الأميركية السابقة، وإلى إفراج ترامب عن شحنات القنابل الثقيلة. لكن أجندة الحليفين تبدو متوافقة “مبدئياً” وغير متطابقة في الأولويات، فهناك مراحل وخيارات يريد ترامب تجاوزها او تجريبها، ومنها وقف حرب أوكرانيا، تركيز المواجهة مع الصين، حلّ الإشكالات أم التطبيع العربي- الإسرائيلي، وحتى التوصّل الى اتفاق جديد مع إيران (على أساس تضاؤل نفوذها) قبل الوصول الى خيار ضرب منشآتها.
عبدالوهاب بدرخان.
عودة دونالد ترامب الى البيت الأبيض هي محفّزٌ مستجدٌّ حاسمٌ بالنسبة الى التحوّلات المرتقبة، وإذا كان تحالفه مع بنيامين نتنياهو أنتج سابقاً “صفقة القرن”، فإن ترامب الجديد يبدو حليفاً أكثر قرباً الى قادة اليمين المتطرّف الذين يضعون أهدافاً توراتية لـ “الصفقة” ويريدون دماراً شاملاً و “تطهيراً عرقياً” كاملاً في غزة لتصبح جاهزة لمشاريع استيطانية كبرى تتلاءم مع “العقيدة” الترامبية للتطوير العقاري. ربما يرغب ترامب وصقور ادارته في تلبية كل الأطماع الإسرائيلية، طالما أن الفرصة سانحة للبناء على الهزائم والخسارات التي مُنيت بها إيران و”محورها” ونفوذها الإقليمي، وسانحة أيضاً لـ “تغيير وجه الشرق الأوسط”، كما يدّعيه نتنياهو. وفي حالٍ كهذه سيكون على الولايات المتحدة أن تحسم موقفها من جملة استحقاقات تاريخية من شأنها أن تغيّر “وجه أميركا” نفسها: كأن تعترف رسمياً وعملياً بـ “حق إسرائيل” في الإبادة الجماعية لفلسطين وشعبها، أو أن تكرّس الشرق الأوسط منطقة نفوذ تديرها إسرائيل بالإنابة، وما على العرب سوى الخضوع للأمر الواقع الذي يمليه مجرمو الحرب.
النتيجة المباشرة للتحوّلات التي تقترحها إسرائيل- نتنياهو وحلفائه، ويفترض أن يدعمها ترامب، هي أن الصراع لم ينتهِ، لا في غزّة بعد استعراضات القوة التي نظّمتها “حماس” خلال تسليم الرهائن، ولا في لبنان بعد عراضات “حزب إيران/ حزب الله” وتأجيل الانسحاب، ولا في سوريا حيث يتوسّع الاحتلال الإسرائيلي ويثبّت، ولا مع اليمن طالما أن يزال الحوثي يهدد سفن إسرائيل أو تلك المتوجهة اليها، ولا مع إيران نفسها حيث يتقدم البرنامج النووي بثبات. لأسباب سياسية شخصية يتحفّز نتنياهو لضرب المنشآت الإيران، مستنداً الى الضربات التي نفّذتها إسرائيل بالتنسيق مع الإدارة الأميركية السابقة، وإلى إفراج ترامب عن شحنات القنابل الثقيلة. لكن أجندة الحليفين تبدو متوافقة “مبدئياً” وغير متطابقة في الأولويات، فهناك مراحل وخيارات يريد ترامب تجاوزها او تجريبها، ومنها وقف حرب أوكرانيا، تركيز المواجهة مع الصين، حلّ الإشكالات أم التطبيع العربي- الإسرائيلي، وحتى التوصّل الى اتفاق جديد مع إيران (على أساس تضاؤل نفوذها) قبل الوصول الى خيار ضرب منشآتها.
عبدالوهاب بدرخان.