ولد الطايع يعود الى قصره وأميركا تعزّز أمن سفارتها في نواكشوط
نواكشوط- الشيخ بكاي – بدت العاصمة الموريتانية نواكشوط هادئة امس بعد احباط محاولة انقلابية وخضعت لاجراءات امن مشددة وسط انباء عن تتبع الفارين من المتورطين في المؤامرة، ومسيرات مؤيدة للرئيس معاوية ولد سيد احمد الطايع في الشارع.
ووضعت القوات المسلحة الحواجز على بعض الطرق المؤدية الى المراكز الحكومية ومبنى الاذاعة والتلفزيون، واستعادت الحكومة السيطرة كاملة على الاوضاع.
وتعيش العاصمة موجة من الاشاعات عن الانقلابيين وتوجهاتهم ومصيرهم في غياب معلومات رسمية. وبدا ان في حكم المؤكد ان من ابرز الانقلابيين صالح ولد حننة وهو رائد سابق تم طرده من الجيش في العام 2000 في اجراء اداري تأديبي.
ومن ابرز الانقلابيين ايضاً الرائد محمد ولد شيخنا مساعد رئيس المكتب الاول في قيادة الاركان، وهناك انباء عن اصابته بجروح خفيفة. وطبقاً لقائمة جزئية حصلت عليها “الحياة” وتضم احد عشر عسكرياً يبدو شبه مؤكد تورطهم في المحاولة، فإن السمة الغالبة عليهم هي كونهم مجموعة من الضباط الشبان الذين ينتمون في الغالب الى المناطق الشرقية من موريتانيا.
وتقول المصادر الرسمية انه تم اعتقال قادة المحاولة الانقلابية. ويبدو ان عناصر من فرقة المدرعات واخرى من المدفعية والقوات الجوية وقيادة الاركان شاركت في المؤامرة.
وشهدت العاصمة الموريتانية امس مسيرتين تؤيدان الرئيس الطايع وردد المتظاهرون عبارات مناوئة للانقلاب الفاشل.
وقال مسؤولون في نواكشوط ان الطايع عاد الى قصره المحاط بحراسة مشددة واحاطت الدبابات والجنود بمبنى القصر.
وذكر مسؤول عسكري موريتاني فضل عدم نشر اسمه أن عدداً من الضباط الحاليين والمتقاعدين المنتمين إلى القبائل الموريتانية يقفون وراء محاولة الانقلاب. وتشن سلطات الأمن الموريتانية حملة بحث واسعة عن الأشخاص الذين شاركوا في المحاولة وتمكنوا من الفرار.
وأكد المصدر ذاته أن 32 من النشطاء الإسلاميين الذين جرى اعتقالهم بتهمة تهديد الأمن القومي تمكنوا من الفرار من السجن خلال الفوضى التي عمت نواكشوط إثر المحاولة.
ولم تتضح بعد دوافع المتمردين الذين لم يتمكنوا من الادلاء ببيان قبل سحقهم. ويسود الشارع الموريتاني غضب شديد بسبب العلاقات مع اسرائيل القائمة منذ عام 1999. وتقدم اسرائيل لموريتانيا القليل من المساعدات الاقتصادية، لكن الديبلوماسيين يقولون ان الاسرائيليين يساعدون ايضاً بتقديم النصائح المتعلقة بالامن، اضافة الى أنباء عن السماح لإسرائيل باستخدام الصحراء الموريتانية لاختبار مبتكراتها العسكرية من صواريخ وأسلحة أخرى ودفن نفاياتها النووية.
واعلن البيت الابيض ان مجموعتين صغيرتين من القوات المسلحة الاميركية ارسلتا الى موريتانيا وليبيريا لتعزيز امن سفارتي الولايات المتحدة في البلدين المضطربين وللمساعدة في اجلاء المواطنين الاميركيين اذا اقتضت الحاجة.
وقال الرئيس الاميركي جورج بوش الليلة قبل الماضية في رسالة رسمية الى الكونغرس ان نحو 34 جندياً اميركياً من المقرر ان يصلوا الى العاصمة الموريتانية نواكشوط الثلثاء، وان نحو 35 وصلوا الى العاصمة الليبيرية مونروفيا امس. وقال بوش: “مهمتهم تعزيز قوات امن السفارة والمساعدة على اجلاء المواطنين الاميركيين اذا ما دعت الحاجة”.
وقال بوش انه على رغم ان القوات الاميركية مجهزة للقتال في كلتا الحالتين فإن نشر القوات لا يهدف سوى لحماية المواطنين والممتلكات الاميركية.
على صعيد آخر أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع. ودانت الجزائر محاولة الانقلاب الفاشلة التي تعرض لها نظام حكم الرئيس الموريتاني، مشيرة الى انها مخالفة لقرارات قمة منظمة الوحدة الافريقية.
وأجرى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر مساء أول من أمس اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الموريتاني وهنأه خلاله على استقرار الاوضاع في بلاده
” الحياة” اللندنية
2003-06-11
107 تعليقات