موريتانيا تحقق مع ولد صلاحي وتبحث عن محفوظ ولد الوالد
نواكشوط- من الشيخ بكاي- علمت “الحياة” من مصادر يوثق بها أن أجهزة الأمن الموريتانية التي تواصل التحقيق مع الموريتاني محمد ولد صلاحي الذي تشتبه الولايات المتحدة في تورطه في مؤامرة “تفجيرات الألفية”، تبحث عن موريتاني آخر يُشتبه في أنه من أعوان أسامة بن لادن. والرجلان متزوجان من شقيقتين فلسطينيتين .
وقالت المصادر لـ”الحياة” إن المحققين الموريتانيين يبحثون عن صلة بين صلاحي الذي اعتقل في نواكشوط في 22 كانون الثاني يناير الماضي والمدعو محفوظ ولد الوالد وهو من “الأفغان العرب” يُقال انه من أعوان ابن لادن وتبحث السلطات عنه منذ فترة.
واضافت هذه المصادر انها تعتقد أنه وقع خلط لدى الأجهزة الأميركية بين صلاحي وولد الوالد. ورجّحت أن يكون الشخص الذي يقول الاميركيون إن له صلة بشركة بناء يملكها ابن لادن في السودان ويقال إنها واجهة لمنظمة “القاعدة” ليس في الواقع صلاحي “بل هو محفوظ ولد الوالد”.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” نسبت الى محققين أميركيين ان ولد صلاحي على صلة بشركة البناء المزعومة.
وحصل ولد الوالد على الباكالوريوس في الشريعة من “معهد الدراسات الاسلامية” في نواكشوط. وغادر البلاد منذ عشرة أعوام. غير أن المصادر لم تقل أين يقيم الآن. وتعتقد مصادر “الحياة” أن كون صلاحي متزوجاً من فلسطينية هي شقيقة زوجة محفوظ ولد الوالد “زاد الخلط بين الرجلين”.
ويذكر أن “نيويورك تايمز” نسبت في تقرير سابق إلى المحققين الأميركيين القول إنهم غير متأكدين هل صلاحي وجه مهم في محاولات “تفجيرات الألفية”، أم أنه مجرد وسيط. وقاتل محفوظ في أفغانستان وعرف بـ”الشنقيطي” الصفة التي تطلق على الموريتانيين في بعض بلدان المشرق نسبة الى مدينة شنقيط.
وتقول مصادر “الحياة” إن ولد الوالد حاول العودة الى موريتانيا قبل ثلاثة أعوام. غير أنه اكتشف أن السلطات الأمنية تبحث عنه فتخلى عن المشروع. وتفسر المصادر حملة الاعتقالات التي شُنت في صفوف الاسلاميين في آذار مارس الماضي بأنها كانت لجمع معلومات عن الرجل. وكانت السلطات اعتقلت في الرابع من آذار ثمانية إسلاميين وأفرجت عنهم من دون محاكمة. وحامت الشبهات حول بعضهم بسبب تسجيل أجهزة الأمن اتصالات هاتفية برقم في أفغانستان “اشتبهت أجهزة الأمن في أن يكون لولد الوالد”.
وينقسم الاسلاميون الموريتانيون – وهم معتدلون عموماً – الى تيارين رئيسيين يضم أحدهما جماعة “الإخوان المسلمين” التقليدية، و”الإخوان الجدد”. ويتأثر بعض هؤلاء بالجبهة الاسلامية القومية في السودان، بينما يميل البعض الى أفكار زعيم “النهضة” التونسية راشد الغنوشي. أما التيار الثاني فهو تيار “سلفي” يميل البعض منه الى أفكار الوهابية. وعلى هامش هذا التيار تقع جماعة “التبليغ والدعوة” التي تقول إنها غير سياسية وتقتصر على “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
وفي دالاس (ا ب)، نفى محامي الشيخ معتز الحلاق، إمام مسجد آرلنغتون، مزاعم الإدعاء الأميركي بأن موكله عمل صلة وصل بين أعضاء شبكة تابعة لأسامة بن لادن. وقال المحامي ستان كوهين ان الحلاق قدّم فقط نصيحة دينية الى طيّار في شأن شرائه طائرة صغيرة بما يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية. وتحطّمت الطائرة في بداية التسعينات خلال رحلة عمل خاصة بنشاطات إبن لادن.
وقال كوهين لصحيفة “دالاس مورنينغ نيوز” الأحد ان هيئة محلّفين تتابع نشاطات إبن لادن إستجوبت الحلاق في نيويورك في شأن علاقته بشراء الطائرة. ولم يتم توجيه أي إتهام اليه.
وكان مدّعون أميركيون أشاروا في ملفات عُرضت في المحكمة في كانون الأول ديسمبر الماضي الى دور الحلاق في شراء الطائرة للتدليل على انه وفّر “غطاء” لنشاطات وديع الحاج، السكرتير السابق لإبن لادن. وقال المدّعون ان الطائرة تم شراؤها بعد إنتقال إبن لادن للعيش في السودان.
ووديع الحاج مسجون حالياً في نيويورك بتهم تتعلق بتورطه مع إبن لادن في مؤامرة مزعومة لقتل أميركيين. والحاج الذي ينفي الإتهامات، صديق للحلاق ويؤم مسجده في آرلنغتون.
ورفض مارفين سميلون، الناطق باسم مكتب الإدعاء العام في نيويورك، التعليق على موضوع شراء الطائرة لإبن لادن.
تفاصيل النشر:
المصدر:الحياة
الكاتب: الشيخ بكاي
تاريخ النشر(م): 8/2/2000
تاريخ النشر (هـ): 2/11/1420
منشأ:
رقم العدد: 13482
الباب/ الصفحة: 1
2 تعليقات