حملة على الأصوليين الموريتانيين في إثر هجوم من “مختل عقليا”.. استجواب رجال أمن وعمليات تفتيش والامام يحذر السلطة من أن”الظلم لا يولد إلا العنف”.
نواكشوط- الشيخ بكاي- اكدت مصادر مطلعة ان أجهزة الأمن اسجوبت أشخاصا من بينهم رجال شرطة يعتقد أن لهم صلات ببعض الجماعات الإسلامية، وحذر أئمة مساجد فى نواكشوط السلطات من تحميل المسلمين وزر اعمال”ليسوا مسؤولين عنها”.
ويتردد فى العاصمة الموريتانية ان الشرطة تنفذ اعتقالات وعمليات تفتيش فى الأوساط الإسلامية، ولكن لم تشمل أيا من الوجوه السياسية الأصولية المعروفة.
وعلمت”الحياة” من مصادر مطلعة أن السلطات اعتقلت مفتش شرطة واثنين من الوكلاء.
وقالت المصادر إن المفتش معروف بحماسته للدعوة وسبق أن “خرج فى سبيل الله” .
و”الخروج” عملية تأخذ فيها بعض الجماعات الإسلامية، خصوصا “جماعة الدعوة والتبليغ” متعاطفين معها الى خارج المدن لتعسكر أياما “تتعبد خلالها وتروض نفوس الخارجين” وأجسادهم.
وترددت إشاعة مفادها أن الاستجوابات شملت عددا من العسكريين.
ونفت مصادر أن يكون الشاب”المختل عقليا” الذى اطلق النار أثناء أمسية ثقافية الأسبوع الماضى أوصل أجهزة الأمن الى إثبات تورط اسلاميين فى العنف.
ويستغرب كثيرون فى الشارع الموريتاني شن حملة اعتقالات فى صفوف الإسلاميين ولا يصدقون هذه الأنباء ما دامت السلطات أعلنت رسميا أن مرتكب ” حادث الإحتفال” هو “مختل العقل”، الأمر الذى يبدو صحيحا. فالشاب عبد الله ولد أبو بكر طبقا لمصادر موثوق بها مضطرب الشخصية، ويصفه العارفون به بأنه “مجذوب”ادعى فى فترات سابقة أنه يتلقى وحيا.
ويسود اعتقاد بأن هناك”جهات ما تريد توريط الإسلاميين” أو السلطة أو الطرفين معا.
وتراوحت مواقف المساجد فى نواكشوط من الحملة الحالية ضد الإسلاميين بين التحذير والتنديد.
وقال الإمام بداه ولد البوصيري، وهو عالم فى الشؤون الدينية يتولى المسجد الجامع، إن ” توريط المسلمين غير جائز”، وحذر من أن الظلم لا يولد إلا العنف”. واتهم فى صورة غير مباشرة بعض الدوائر بمحاولة الزج بالمسلمين فى الفتنة، ودان فى الوقت ذاته التطرف مؤكدا أنه مناف للإسلام.
وموقف الإمام البوصيري يكتسب أهمية لأن الرجل بعيد عن السياسة، ولا صلة له بأي من الجماعات الإسلامية، وهو اقرب الى التنسيق مع السلطة، وان كان لا يستحيي من قول الحقيقة فى صورة لا ترضى السلطة.
ودان عضو حزب “الأمة” الإسلامي المحظور محمد الأمين ولد الحسن “الحملة الظالمة ضد الإسلام والمسلمين” .
واوضح إمام”مسجد الشرفاء “الذى يعد معقل الأصوليين أن الإسلاميين ينبذون العنف، وقال: “إننا لا نعلن الحرب على الحاكم إلا إذا صرح بالكفر”.
وحذر ولد الحسن من”تحميل المسلمين وزر اعمال ليسوا مسؤولين عنها”. وأجمع أئمة مساجد على هذا التحذير فى خطبهم.
ويذكر أن مرتكب “حادث الاحتفال” أكد للشرطة أنه كان يريد قتل “وزراء الحكومة الكافرة” وخص بالذكر مريم بنت احمد عيشة كاتبة الدولة المكلفة شؤون المرأة التى يكن الإسلاميون عداء لها.
وبدا الشاب خلال التحقيق معه متشبعا بأفكار الأصوليين وشعاراتهم، لكنه أكد أن لا صلة له بأي جماعة. ولا تبدو العملية التى حاول تنفيذها من تخطيط أناس جادين، إذ تأكد أن ذخيرة مسدسه كانت من عيار غير عياره، باستثناء طلقتين.
ويقلل الرسميون الموريتانيون فى مجالسهم الخاصة من أهمية الموضوع، ويرفضون التصريحات العلنية، ويتهمون الصحافة بتضخيم الأمور.
“الحياة” اللندنية العدد: 11255ـــ الثلثاء7/12/199
391 تعليقات