المعارضة الموريتانية ترحب بـ”التغيير” في السنغال
وبعث تجمع المعارضة الرئيسي “اتحاد القوى الديموقراطية” الذي يقوده احمد ولد داداه ببرقية الى الرئيس المنتخب هنأه فيها بالفوز واعرب عن امله في ان “يكون التغيير في السنغال بداية للتغيير والتناوب الديموقراطي في منطقة شمال غربي افريقيا”. واكد الحزب في برقيته تمسكه “بعلاقات وطيدة مع الشعب السنغالي”، داعياً الى “حماية مصالح الجالية الموريتانية في السنغال” التي تعرضت في 1989 لأعمال عنف ادت الى مقتل المئات ونهب ممتلكاتهم. كما توجه الى داكار وفد كبير رفيع المستوى من اعضاء المعارضة لتقديم التهنئة للرئيس الجديد.
ودخلت موريتانيا على خط الانتخابات السنغالية حينما اعترف الرئيس – المرشح الخاسر عبدو ضيوف خلال الحملة الانتخابية بأن موريتانيا قدمت له 100 رخصة صيد في المياه الاقليمية الموريتانية الغنية بالسمك، قال انه تنازل عنها للشعب السنغالي مؤكداً اهمية توطيده العلاقات مع موريتانيا. غير ان المعارضة الموريتانية اعتبرت الخطوة تدخلاً في الانتخابات السنغالية لمصلحة المرشح ضيوف ونددت بها داعية السلطات الى الحياد في الشأن السنغالي. وقال محمد محمود ولد الشيخ، وهو عضو بارز في تجمع المعارضة الموريتاني الرئيسي، لـ”الحياة” امس، انه بعد التغيير في السنغال “اصبحت الحكومة الموريتانية محاصرة بالتغيير من كل الجهات: ففي الجزائر عبدالعزيز بوتفليقة، وفي المغرب ملك شاب محمد السادس يعمل على التغيير، وحكومة كانت في المعارضة. وفي مالي اعلن الرئيس الفاعمر كوناري انه لن يرشح نفسه للانتخابات”.
وترمز الانتخابات السنغالية الى الكثير في القارة الافريقية التي تشتهر بالديكتاتوريات وتزوير الانتخابات والانقلابات والحروب الاهلية. فهي من جهة اشارة واضحة الى ان التغيير اصبح ضرورة ولم يعد ممكناً استمرار حزب و احد في الحكم. ومن جهة ثانية دعوة للسياسيين الافارقة الى الانتباه الى ان طول النفس هو وحده الطريق الموصل الى الهدف من دون اراقة الدماء، فقد رشح عبدالله واد نفسه خمس مرات وتحالف مع خصمه الرئيس ضيوف ثلاث مرات خلال السنوات العشر الاخيرة بعد الفشل في الفوز. وهذا ما تفتقر اليه المعارضة الموريتانية التي تقاطع كل الانتخابات ما لم تستجب السلطات سلسلة من المطالب تقدمت بها.
وامضى الحزب الاشتراكي السنغالي 40 عاماً في السلطة منها 19 عاماً تحت قيادة ضيوف. وعلى رغم ان السنغال ظلت تفتخر باستقرارها ومكانتها في القارة الافريقية وحضورها الدولي فإن ضيوف يُتهم بخلق طبقة من المرتشين وحمايتها مع تجاهل الفقراء. ولا يزال نحو الثلثين من الشعب السنغالي يعيش الأمية في افظع درجاتها.
ويبقى السؤال بعد فوز واد: هل سيتمكن الخطيب ذو الشخصية الكاريزمية من تحويل نفسه الى رئيس لكل السنغاليين أم ان سنوات الثورة وما يوصف بالتطرف ستستمر في نهجه المحلي وفي علاقته مع الجوار.
22 مارس 2000 الحياة اللندنية