سورية تلوح بقطع العلاقات مع موريتانيا
إبراهيم حميدي – الشيخ بكاي
> هددت دمشق بـ”قطع العلاقات الديبلوماسية” مع نواكشوط في حال استمرت بـ”تحدي الارادة العربية وخرق قرارات جامعة الدول العربية” الداعية الى قطع العلاقات مع اسرائىل بسبب “عدوانها على الشعب الفلسطيني”.
وفي رام الله ا ف ب أعلنت السلطة الفلسطينية أمس غضبها الشديد حيال زيارة ولد عبدي لإسرائيل وطالبت الجامعة العربية باتخاذ موقف تجاه موريتانيا. وأكد وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه في مؤتمر صحافي عقده امس في مدينة البيرة: “نشعر بالغضب من جراء زيارة وزير خارجية موريتانيا”. وأضاف: “نعتقد بأن الجامعة العربية يجب ان تتخذ موقفاً تجاه عضوية موريتانيا فيها”.
لكن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اعتبر امس ان زيارة ولد عبدي لإسرائيل بعد ثلاثة أيام فقط من دعوة الجامعة العربية الى وقف الاتصالات مع الدولة العبرية لا تهدد “الاجماع العربي”، واعتبر ان موقف موريتانيا هو “الاستثناء على الاجماع العربي”.
وفي القدس المحتلة اعرب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عن “سروره الكبير” لاستقباله الوزير الموريتاني. وقال للصحافيين اثناء استقباله ولد عبدي في مكتبه داخل البرلمان “اننا مسرورون جداً لاستقبال ممثل موريتانيا التي نكن لها كل تقدير”. واضاف ان اسرائيل “ترغب كثيراً في تعزيز روابط التعاون القائمة حاليا مع موريتانيا”.
وقبل ذلك تحادث ولد عبدي مع الوزيرة المكلفة شؤون التعاون الاقليمي تسيبي ليفنيه والتقى نظيره الاسرائيلي شيمون بيريز. واعلنت ليفنيه ان اللقاء تناول “المسائل السياسية الشاملة ووسائل تحريك عملية السلام الاسرائيلية العربية”.
وقال مصدر سوري مسؤول لـ”الحياة” ان مساعد وزير الخارجية السوري السفير سليمان حداد استدعى امس السفير الموريتاني في دمشق اسماعيل ولد اياهي طالباً “توضيحاً رسمياً” من حكومة بلاده لأسباب قيام وزير الخارجية الموريتاني داه ولد عبدي بزيارة القدس امس.
وتدرس دمشق احتمال “قطع العلاقات الديبلوماسية” واستدعاء القائم بالاعمال السوري في نواكشوط محمد جيردودية في حال استمرار عدم التزام قرارات القمم العربية.
واوضح المصدر ان السفير حداد ابلغ اياهي امس: “استغربنا جميعاً والشعب السوري والشعب العربي تصرفات موريتانيا البلد الشقيق، بقيام وزير خارجيتها بزيارة اسرائىل في هذه الاجواء المحمومة التي تفوح منها رائحة الموت من شهدائنا ابناء الشعب الفلسطيني”.
وتساءل السفير حداد: “لماذا هذا؟ هل انتم اعضاء في جامعة الدول العربية أم لا؟ لماذا عدم التزام قرارات لجنة المتابعة التي دعت يوم السبت الى قطع العلاقات السياسية مع اسرائىل؟ لماذا هذه الخطوة قبل ان يجف الحبر الذي كتبت به القرارات؟”. وبعدما قال المسؤول السوري: “اننا لا نؤمن بأن تحدي الحكومة الموريتانية الأمة العربية يخدم مصالح الشعب الموريتاني”، طلب من السفير الموريتاني تقديم “جواب رسمي” عن هذه الاسئلة السورية.
وفي نواكشوط دانت أحزاب المعارضة الموريتانية ومنظمات معارضة التطبيع مع إسرائيل الزيارة واعتبرتها “تحدياً سافراً للشعب الموريتاني والأمة العربية”، فيما أوضح وزير الاتصال الموريتاني الرشيد ولد صالح ان الزيارة كانت “لدعوة إسرائيل إلى المفاوضات، وهي لا تتناقض مع القرارات العربية”.
ووصفت أحزاب المعارضة الزيارة بأنها “فضيحة تضاف إلى فضائح النظام الموريتاني”، ودعت في بيانات متفرقة إلى “اسقاط العلاقة الغريبة بين الحكومة الموريتانية والكيان الصهيوني”، واعتبر ان الزيارة “تكمل فضيحة إقامة السفارة الصهيونية حفلة في نواكشوط في ذكرى اغتصاب فلسطين وحضرها المسؤولون الموريتانيون”.
الحياة-