فيه شيء من أحلام بسمارك
وعقلنة أتاتورك..
واندفاعية ابن تاشفين
ودهاء ابن أبي سفيان
وهو عاطفي يحب “البيظان”
*******
رجل صامت .. ذو شنب نابت .. يألف من الأضواء الخافت
في أول عده ما زير ولا زارا .. ولم يحاول أن يمتلك دارا
شهد الحرب فما أكثر ولا قصر .. وانقلب على رئيسه مع العسكر
خدم أقرانه من أولى النجوم الخمس
فما خرج عن اختصاصه في القفاية والحدس.
ما استخدم قط حواسه الخمس .. في تأيد أو تنديد
ولا وعد ولا وعيد.
********
وحينما أمن الجميع شرَّه .. وحلب الكل دره
وتساقط “الخلاص” و ” الانقاذ”، وكسد الفلاذ
وعم الخزينة الافلاس .. وتكدس الناس في الاحباس
امتطى صهوة الظل في الاركان
وجاء على فرس قيل إنه فرنسي الرهان
فتصايح المشوشون النشار:
“فاز من نصحه لا كاز”..
*******
استبدل الاركان بالبيان
وخطب في النعمه وتكانت وأكان
في النعمه، بالفرنسية قبل “البلية”
وفي كيهيدي، بالعربية بعد الداهية.
ساس هيا كل المكتب الثان
بالهياكل والاخوان
********
ملك شعور “الاِخوة” بإثارة النخوه
وعرف منطقتهم الرخوة، فحملها ” الشكوه”
راض بالرفق والقوة “الرفاق”
فانزرع بينهم “الشقاق والنفاق”
حتى قيل من راق، وظنوا أنه الفراق
جاءهم بالعتاد .. وبالمال من بغداد
فلما اشتد وطيس النيازك … واشتعلت ” أم المعارك”
كان فيها المشارك وإن لم يشارك
قلوبنا معكم
وبطوننا مع غيركم
*******
جنده من الاخوة ” الصفر”
والا خوان “السود”، و”الرفاق” الورديين
و ” البطارين” الغبر..
وأركانه من “الخمير الحمر”
********
وحينما أزفت ساعة الديمقراطية
وتداعت أركان الاحكام العرفيه
وتساقطت النجوم غير السماويه
وقيل إنها القاضية، وقطعت “شعرة معاوية”
بين العهود اللاحقة والماضيه
فصَل الاحزاب ..وفصَّل الاحزاب، ودعا إلى الانتخاب
******
من الجند والاركان نحت الـ “بي أردي أس”
“ونفخ” فيه من روحه فتنفس
وعلمه شعار الصمت: “أس”
ففاز في الانتخابات بعدد البطاقات
وسط التنديدات والتبريكات
فمات من مات … وفات ما فات
وكان عرس حظر التجول، إعادة للذكريات الأول.
*****
بفرسان فرنسا غلب ” مرشحها”.. وبالقبلية أنجح نوابه فرسخها.
فعجبا لمن تعارضه وتسانده فرنسا.. سبحان من لا يغفل ولا ينسى
حكم بمبدإ بسيط
في عهد لقيط:
“الحكم في البدايه..والحكم في النهايه
والوسيله تبررها الغايه”
*****
قد تتفق معه أو تختلف إلا في واحده
إنه ذكي يعرف أهله..
“جرفون”
صحيفة “المراقب” 21 ديسمبر 1992
زر الذهاب إلى الأعلى
15 تعليقات