ضمن خطة لمطاردة عناصر “القاعدة” على حدود خمس دول افريقية . أميركا تنهي تدريبها وحدات موريتانية على “مكافحة الارهاب”
تنتهي اليوم الخميس في مدينة “اطار” الشمالية الموريتانية عمليات تدريب تقوم بها منذ شهور فرق عسكرية اميركية لوحدات من الجيش الموريتاني على أساليب مكافحة الارهاب في اطار خطة “بان ساحل” التي وضعها الاميركيون من أجل مطاردة الاسلاميين المتشددين في حدود خمس دول افريقية مطلة على الصحراء وتخشى الولايات المتحدة من تنامي وجود شبكة “القاعدة” فيها.
ولم تتوافر معلومات عن عدد العسكريين الأميركيين الذين بدأوا التوافد على موريتانيا منذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي، ولا عن عدد العسكريين الموريتانيين الذين استفادوا من التدريب. لكن يعتقد ان نحو 200 عسكري أميركي توزعوا بين موريتانيا ومالي وتشاد والنيجر. وأنفقت الولايات المتحدة على البرنامج 700 مليون دولار في شكل تجهيزات عسكرية وتدريبات.
ويقول الأميركيون ان الصحراء الافريقية الشاسعة وضعف حكومات البلدان الفقيرة في المنطقة يشجع شبكة “القاعدة” والحركات الاسلامية الجزائرية خصوصاً على اتخاذ المنطقة ملاذاً. وهناك شعور لدى واشنطن بأن ما يسميه الأميركيون بالتهديد الارهابي في افريقيا يتزايد في شكل مطرد، ويشجعه ضعف تسليح قوات البلدان الافريقية الصحراوية ما يجعلها عاجزة عن مراقبة الصحراء الواسعة.
ويمثل مثلث الحدود بين الجزائر وكل من موريتانيا ومالي والنيجر أهمية خاصة لدى الاميركيين. وتتحدث مصادر أميركية وموريتانية أحياناً عن وجود خلايا لـ”القاعدة” في ذلك المثلث “السائب” الذي تسرح فيه عصابات تهريب شجعت وجودها مضاعفات الحرب بين العرب والطوارق الماليين والحكومة المركزية في باماكو، قبل أعوام، وكذلك الحرب الأهلية في الجزائر.
وفي العام الماضي افرج في صحراء مالي عن عدد من الأوروبيين الذين يعتقد بأن “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” الجزائرية اختطفتهم. وخلال الأسابيع القليلة الماضية قالت حكومة تشاد ان 43 من الاسلاميين و3 عسكريين تشاديين قتلوا في معارك بعدما حاصرت قوات تشادية ونيجرية مقاتلين في منطقة الحدود المشتركة. وطلبت تشاد في اثر تلك المعارك معونات أميركية عاجلة قدمت منها واشنطن شحناً من المؤن الطبية والأغذية والأغطية. وتقول الحكومة النيجرية انها نشرت مزيداً من القوات في مناطقها الشمالية مع خطة بمضاعفة الدوريات. وطلبت من الأميركيين تزويد قواتها بالتجهيزات والأسلحة اللازمة.
وفي الواقع قد تستفيد منظمات معادية للولايات المتحدة من ضعف قوات الحدود في دول افريقيا الغربية غير أن بعض متابعي شؤون المنطقة يرى ان ما تسميه اميركا الخطر “الارهابي” مبالغ فيه. ويرى هؤلاء أن الولايات المتحدة تعمل من خلال برنامجها الحالي لمكافحة الارهاب في دول الساحل، على تنفيذ “جزء من خطة شاملة للسيطرة” على القارة الافريقية في اطار صراعها التقليدي مع فرنسا، وفي اطار سياسة الهيمنة التي تنتهجها واشنطن منذ سنوات.
وسواء كانت الولايات المتحدة تعمل على حماية مصالحها ضد خطر ماثل، أو في اطار خططها للهيمنة على العالم، فإن حكومات دول المنطقة ترى في هذا الاهتمام الأميركي قوة لأنظمتها ولمصالح بلدانها. وتمنح حكومة نواكشوط في شكل خاص عناية بالغة للاهتمام الاميركي الجديد الذي لعبت فيه علاقاتها مع اسرائيل دوراً كبيراً، اضافة الى تحول الرئيس الموريتاني معاوية ولد الطايع خلال العقد الأخير الى مؤيد للسياسات الاميركية. وأصبحت نواكشوط منذ بعض الوقت محطة لها قدر من الحضور لدى السياسيين والعسكريين الاميركيين المهتمين بشؤون المغرب العربي وغرب افريقيا.
– الحياة