وفاة رئيس موريتانيا الأول المختار ولد داداه
نواكشوط- الشيخ بكاي- (أرشيف)- أُعلن في موريتانيا امس الحداد الوطني لوفاة اول رئيس للبلاد المختار ولد داداه الذي وافته المنية فجر الاربعاء في مستشفى فرنسي عن عمر يناهز الثمانين عاماً. ونكست الاعلام وبدا حزن في الشارع على رغم فترة الانقطاع الطويلة لـ”ابي الأمة وابنها البار الزميل المختار ولد داداه” عن مواطنيه.
وحكم المختار ولد داداه موريتانيا منذ حصولها على الاستقلال عن فرنسا العام 1960 حتى العام 1978 عندما اطاحه العسكريون في انقلاب ابيض. وساهمت ظروف الحرب في الصحراء الغربية التي اقتسمتها موريتانيا مع المغرب في انهاء حكم المختار الذي انقلب عليه جيشه بحجة تردي الاوضاع العسكرية والاقتصادية للبلد.
وصمت ولد داداه لفترة طويلة في منفاه الفرنسي، لكنه فاجأ الموريتانيين العام 1994 بتصريحات ملتهبة تدعو الى اطاحة حكم الرئيس الحالي معاوية ولد سيد احمد الطايع.
وقد رفض الرئيس السابق امتيازات عرضها ولد الطايع الذي ظل من حين الى آخر يوجه النقد الى حكمه. غير ان ولد داداه عاد الى البلاد في تموز (يوليو) العام 2001 معلناً للقريبين منه الامتناع عن الخوض في السياسة وقضاء ما بقي من حياته في سلام على ارض بلاده.
ولم تعايش الاجيال الموريتانية الشابة المختار في فترة حكمه، لكنه بالنسبة الى الجميع يمثل حقبة لا تخلو من امجاد، اذ لعبت موريتانيا في عهده دوراً قوياً في القارة الافريقية، وفي العالم الاسلامي وحركة عدم الانحياز. وكانت له علاقاته المتميزة مع الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر الذي تعاون معه في نشر المواقف العربية في القارة السمراء. وقد قطعت موريتانيا علاقاتها الديبلوماسية مع الولايات المتحدة بعد حرب حزيران (يونيو) كما لعبت في عهده دوراً كبيراً في قطع الدول الافريقية لعلاقاتها مع اسرائيل.
” الحياة” اللندنية
2003-10-16