رد اتحاد القوي الديمقراطية علي مقال لوزير الصحة نشرته جريدة ” الشعب ” الحكومية تهجم فيه علي ثلاثة من زعماء المعارضة .
ولأن “مورينيوز” نشرت بعض محتويات المقال ، تنشر في ما يلي رد اتحاد القوي الديمقراطية:
كتب الدكتور الشيخ ولد حرمه ولد ببانه وزير الصحة في حكومة الجنرال محمد ولد عبد العزيز، مقالا في العدد 9391 من يومية “الشعب” الصادرة بتاريخ 14/03/2010، تحت عنوان “هؤلاء والمعركة الخاسرة”، شن فيه هجوما لاذعا على السادة أحمد ولد داداه ومسعود ولد بلخير ومحمد ولد مولود، أبرز زعماء المعارضة الديمقراطية التاريخيين، لسبب واحد، تردد عدة مرات في المقال، هو أنهم يعارضون سياسة الجنرال محمد ولد عبد العزيز، وحكومته.
وفي البدء نقول إنها المرة الأولى في تاريخ موريتانيا، وحتى خلال فترات الحكم العسكري، أن يأخذ وزير في الحكومة ـ بمن فيهم وزير الإعلام ـ قلمه ليهاجم بالاسم، زعماء معارضة، وبلغة بذيئة، ونابية، بل يجعل الحراك السياسي في موريتانيا بين الحكومة والمعارضة، بمنزلة الحرب بين المسلمين بقيادة الرسول الكريم والمشركين والمنافقين في المدينة المنورة، وهي المرة الأولى في المجتمع الموريتاني أن ينزل فيها من يلبس ثوب أسرة محترمة، إلى هذا المستوى من التزلف جهارا نهارا، لحاكم في هذه البلاد.
نعم، عودنا الدكتور ولد حرمة منذ وصوله المفاجئ إلى موريتانيا على التقلب في مواقفه السياسية، وتحالفاته، بسبب تلهفه إلى الوصول إلى السلطة، فالتصق في اليوم الأول لدخوله البلاد بالنظام القائم آنذاك، الذي قدم له تسهيلات للاستقرار وإقامة عيادته، وبما أن مبتغاه منصبٌ حكومي يحميه من متابعاته القضائية الخارجية، فقد غادره باكرا إلى وجهة أخرى، هي الالتحاق بحملة الرئيس محمد خونة ولد هيدالة، ثم بدأ في مشروعه بإنشاء حزب سياسي، ما لبث أن فشل بعد أن انتهت الأموال التي كان يشتري بها المنخرطين فيه.
وهكذا التحق بالمعارضة الديمقراطية التي احتضنه زعماؤها، واعتبروه شريكا وندا، إلى أن غضب من الفشل في إقناع شركائه بانتخابه شيخا، وهو الذي لم يحصل إلا على مستشار بلدي واحد في عموم التراب الوطني، فبدأ يتقلب في الساحة يمنة ويسرى، فالتحق بأحمد ولد داداه في حملته الرئاسية سنة 2007، ثم بمسعود ولد بلخير، قبل أن ينضم إلى سيدي ولد الشيخ عبد الله، لأنه من أصبح رئيسا للجمهورية.
ومنذ انقلاب 6 أغشت وهو يحاول التقرب من الجنرال ولد عبد العزيز، دون نجاح، إلى أن شفعت له العلاقات المكتسبة فيما وراء الحدود، فاختير وزيرا في الحكومة الحالية، ليدشن عهده بسلسلة من التصرفات الخرقاء التي حيرت العاملين معه، قبل أن تتحول إلى انزلاقات، آخرها طرد طبيب أخصائي، لأنه وقّع مع زملائه عريضة حول موضوع المرأة المغربية.
وهكذا يكتشف الناس اليوم حقيقة شخصية هذا الرجل الستيني، الذي يحمل أعلى الشهادات، والذي تنبؤنا سيرته الذاتية بفشل أخلاقي ومعنوي، في صيانة عرضه وعرض أقرب الناس إليه، وهم إخوته، ثم مع طبقة هذا البلد السياسية، وفشل مادي، حيث أفلس في المغرب والغابون واليوم في موريتانيا.
إن القاصي والداني يعرف الدوافع وراء مقال د. ولد حرمة، وهي:
• تغطية فشله المبكر في وزارته، رغم توفر كل الشروط، من إمكانيات مادية، وحماية من رئيس الدولة، وتحالف مع الوزير الأول.
•
• التزلف للحاكم، بالدخول في جوقة التزلف التي أطلقها أنصاره، ليُدخلوا عليه السرور، ويقنعوه بأنه ناجح، في إدارته لدفة الدولة، وهو ما لم يقنعه، حيث اضطر الجنرال إلى النزول إلى الساحة في عرفات، ليواجه بنفسه الهجوم على المعارضة.
•
أما حديث د. ولد حرمة عن سلسلة الإنجازات الوهمية كالطرق والبنية التحتية والمدارس في “مثلث الفقر”، وبعض المشاريع المنسوبة إلى نظام ولد عبد العزيز، مثل آفطوط الساحلي، الذي حُصل على تمويله من العراق قبل سنة 1978، وطريق تجكجه ـ أطار، الذي تم الحصول على أول وعد بتمويله سنة 2002، ولم يبدأ تنفيذه بعد، فلا يستحق ردا، لمعرفة العام قبل الخاص بأنه زور.
ولنا أن نتساءل عن أين تم “إنشاء المستشفيات ذات المعايير الدولية وتجهيزها بأرقى المعدات”؟ فهل يعني الوزير مستشفى الأمومة والطفولة الذي هو الأصل بناء معد لإقامة الوزير الأول، كلف تحويله الديماغوجي إلى مركز طبي، مبالغ مالية طائلة، تكفي لتجهيز مراكز طبية لرعاية الأمومة والطفولة في كل مقاطعة من مقاطعات نواكشوط.
ونتساءل عن كم كلف خزينة الدولة تسيير وتجهيز هذه البناية؟ التي نهبت كافة معداتها وأثاثها المنقول، المقدرة قيمته ب (350 مليون أوقية) بإقرار من الوزير نفسه أمام البرلمان، وهي لا تستقبل اليوم ما يزيد عن عشرة أشخاص في اليوم، نظرا لصعوبة الوصول إليها، ورداءة الخدمات المقدمة فيها.
وكان من المفروض أن يخجل الوزير من هذا “الإنجاز” لأنه تجسيد ملموس للفساد، وإهدار لمقدرات هذا الشعب، مثل ما فعل، الوزير الأول الذي لم يتعرض “لإنجازات” وزارة الصحة، في حصيلته التي قدمها قبل أسبوعين.
وقد عرّض الدكتور نفسه للسخرية عندما ادعى “أن كل ما أنجزته الأنظمة السابقة في إنتاج الكهرباء لنواكشوط طيلة خمسين سنة (46 ميكاوات) ستنجزه الحكومة الحالية في شهر فقط”.
ويتبجح د. ول حرمة “بأنه يجري التخطيط ل 17 طريقا، وشبكة طرق جديدة خاصة بنواكشوط” ما يعني عنده أن مجرد الشروع في التخطيط لمشروع ما، هو إنجاز!.
إن مساحة طرق نواكشوط لا تتجاوز 125 كلم، شوارعها منتقاة، والمنازل التي تمر بها، معروفة للجميع، وقد أُنجزت بأموال رُصدت منذ أيام حكم الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وتم تنفيذها، دون شفافية.
وفي حديث الدكتور عن إنجازات النظام، يفتخر بتقديم قطع أرضية للمواطنين، بينما الواقع يكشف أن التوزيع ليس سوى وسيلة يلجأ إليها النظام كلما كان في مأزق، للفت الأنظار عنه. وبالأمس، شرع النظام في الحي الساكن، دون أن يتمكن ـ بالرغم من تعبئة إمكانيات الدولة ـ من حل مشاكله… فهل بإمكانه بعدها أن يحل مشاكل بلد بأسره؟.
ونذكّر في موضوع مكافحة الفقرـ وهو الشعار البلسم ـ بأنه في الماضي القريب كان الفقراء المرحّلون من أحياء الصفيح، يستفيدون من مساعدة من الدولة، تتمثل في مبالغ مالية وعينية، اختفت اليوم. وفوق ذلك فكل التقارير الصادرة عن جهات محايدة، تؤكد أن نسبة الفقر في ازدياد في موريتانيا.. بل أن بعضها ينذر بمجاعة قد تحدث خلال الأشهر القليلة القادمة في أجزاء من البلاد.
ودعونا نذكر بعض ما تداولته وسائل الإعلام عن تاريخ د. ولد حرمة، الذي ينصّب نفسه قيما على الأخلاق والقيم، مستبيحا أعراض المسلمين، يورد فيهم وعيد القرآن الكريم في المنافقين، وفي سحرة فرعون، لقد جاء في تلك الوسائل أنه:
• عاش خارج موريتانيا في صباه، وأقام كمواطن لدولة مجاورة، ما يزال يحمل جنسيتها.
•
• أنه تنكر طيلة حياته لهموم موطن ولادته، بل تآمر عليه وزرع الفتن فيه.
• أن عودته كانت هربا من العدالة، بتهمة ارتكاب جرائم مالية، تفاصيلها منشورة.
•
• أنه اختلف بحدة مع سيدي محمد ولد هيداله في ليبيا، عندما كانا في بعثة من الرئيس محمد خونه سنة 2003 على خلفية تقاسم أموال تلقوها من مضيفيهم.
مسكين الدكتور ولد حرمة، ومسكين من يعول على رسائله ومقالاته المدبجة بلغة كتاب أمراء الأندلس، في القرون الغابرة، والتي تأتي بمناسبة وبغير مناسبة، ومنها رسائل ما تزال بحوزتنا إلى أحمد ولد داداه سنة 2007، ولمسعود ولد بلخير سنة 2008.
إدارة إعلام التكتل