“طاسة الخضة”.. طاردة “الأرواح الشريرة”
قنا – راي اليوم – رغم تطور العلم والتكنولوجيا تطورًا هائلاً ووصولهما إلى معظم البيوت المصرية، حتى قيل إن العالم بأكمله صار قرية صغيرة، غير أن كثيرًا من الموروثات الشعبية التي يحرص عليها أهالي صعيد مصر بشكل عام، ومحافظة قنا على وجه الخصوص، لا تزال باقية حية.
ومن تلك الموروثات “طاسة الخضة ” التي يعتقد فيها الكثيرون بقنا، في أنها تطرد الأرواح الشريرة والحسد وتُحصّن الناجين من الحوادث والصدمات .
” طاسة الخضة” عبارة عن إناء نحاسي صغير مكتوب بداخل تجويفاته “المعوذتين وآية الكرسي”، ومن أعلى بعض الأدعية المتواترة للشفاء العاجل بحسب موقع مصراوي .
عبد المنعم عبد العظيم، مدير مركز الصعيد للدراسات والتراث، ذكر لـ”مصراوي” أن طاسة الخضة موروث شعبي يستخدمه المسيحيون والمسلمون على حدٍّ سواء، وما زالوا في صعيد مصر يقبلون عليها، ويحرص أهالي صعيد مصر وقنا على تعليقها في المنازل لاعتقادهم بأنها تطرد “الأرواح الشريرة” .
وعن طريقة استخدامها تقول فايزة الحسيني، ربة منزل: “يوضع بقاع طاسة الخضة اللبن، ثم عدد من ثمرات البلح أو الذبيب، ولكن بشرط أن تكون وِترًا (ا أو 3 أو 5..) ثم تُترك في الندى لمدة ثلاثة أيام، على أن يستخدمها الشخص المصدوم أو المحسود عقب صلاة فجر اليوم الثالث”.
وأضافت فايزة أنها تعرضت لحادث مروع في عام 1970 وأصيبت بحالة من الهلع أثّرت على نشاطها وحركتها وتواصلها مع كل من حولها، وعُرضت على أطباء نفسيين ولم تفلح محاولاتهم لإعادتها لطبيعتها، وبعد عمل جدتها بقرية القناوية “طاسة الخضة”، عادت لصوابها وطبيعتها.
وتابعت فايزة أنه ليس من الضروري استخدام طاسة الخضة مع المتعرض لصدمة أو حسد أو سحر، بل يمكن أن يستخدمها الشخص العادي للوقاية من الآفات سالفة الذكر .
فيما أكد الشيخ أسامة القفطي، أحد علماء الأوقاف بقنا، أن “طاسة الخضة” ليس لها أساس من صحيح القرآن ولا السنة، وإنما نشأت في بدايات القرن الماضي بصعيد مصر قبل تطور المنظومة الطبية، ويكاد انعدامها بقرى صعيد مصر بذلك الوقت، فكانت “طاسة الخضة” بمثابة ملجأ خرافي، ولكن صحيح الإسلام والدين يدعو للأخذ بالأسباب وطرق باب الطب والعلم لأخذ العلاج الصحيح.
120 تعليقات