حول جريمة قتل الابل في استراليا/ البراء ولد محمدن
اجتماع تشمشة
اجتمعت القبائل المشكّلة لحلف تشمشه البارحة لتدارس المستجدات الأخيرة في استراليا. أخذ الكلام أحد الحضور فبين أسباب الاجتماع والداعي إليه، وتطرق للقرار الجائر الذي اتخذته الحكومة الأسترالية حول إعدام عشرة آلاف رأس من الإبل، وأفاض المتحدث في فوائد الإبل الاقتصادية وما قدمته للإنسان الصحراوي، وختم حديثه بأنه لم يكن يظن أن أحدا على الأرض يضيق ذرعا بالإبل حتى يقوم بإعدام هذا العدد الهائل. وختم حديثه بتكرار هذا الشطر، وحب بني يعقوب رِسْلَ العلائل.
ثم تكلم أحد القوم فقال إن للإبل شأنا عظيما، وقد ذكرها الله في محكم كتابه مرارا. وكفاها شرفا أن منها ناقة صالح. وتحدث عن زكاة هذا العدد الهائل الذي تريد استراليا إعدامه ومساهمته في القضاء على الفقر في بلادنا، ووزع الرجل نظرات على الحضور، ولعله أراد أن يعرف من خلال تلك النظرات الفاحصة من أثر فيهم هذا الإعدام الجماعي لهذا العدد من الإبل. وبعد ذلك استعرض حكم الزكاة وكيفية أخرج زكاة الإبل، وقال: أعتقد – والله أعلم- أن من 1- 4 ليس فيه شيء، ومن 5- 9 تخرج عنه شاة، ومن 10-14 تخرج عنه شاتان، ومن 15- 19 تخرج عنه 3 شياه، ومن 20- 24 تخرج عنه 4 شياه، ومن 25-35 تخرج عنه بنت مخاض، ومن 36 -45 تخرج عنه بنت لبون، ومن 46-60 تخرج عنه حقة، ومن 61 -75 تخرج عنه جذعة، ومن 76- 90 تخرج عنه بنتا لبون، ومن 91- 120 تخرج عنه حقّتان، ومن 121- 129 تخرج عنه 3 بنات لبون، ومن 130-139 تخرج عنه حقة وبنتا لبون، ومن 140- 149 تخرج عنه حقتان وبنت لبون، ومن 150- 159 تخرج عنه 3 حقاق، ومن 160-169 تخرج عنه 4 بنات لبون.. وهكذا في كل أربعين بنتُ لبون، وفي كل خمسين حقة، تستوي في ذلك الإبل العراب وذات السنامين.
كما تطرق إلى كراهة الصلاة في معاطن الإبل، لأن بعض الفقهاء يرى أنها تحيض، وبذلك يصبح المعطن محل كراهة شديدة. وذكّر بدور الإبل الذي يحفظه لها سكان الصحراء.
أخذ ثالث الكلام فتطرق لتاريخ الإبل في موريتانيا وقال إن الأمازيغ الأوائل في هذه الربوع هم من أوصل الإبل إلى هذه البلاد، وذكَر أنها تنقسم إلى عدة أنواع، وأن أجمل تلك الأنواع إبل الحوض الشرقي، وأغزرها لبنا إبل الشمال، وأكثرها هدوء إبل الجنوب. وذكر أن من وبرها صنعت الخيمة الموريتانية، وكانت ظلا ظليلا للموريتانين مدة قرون.
وتطرق إلى أشعار القدماء حول الإبل
المختار بن حامدٌ:
أغَارَ على تَوَامِكِها وأدْمَى ~~ مَنَاسِمَها وأضْمَرَها النَّصِيص
فغادرهن من ضمر وأين ~~ خواتم زايلتهن الفصوص
يخط على الحرار السود منها ~~ مُدَمًّى من مناسمها رهيص
بحُمْرٍ دمائها فتخال فيها ~~ شروحا قد تخللها نصوص.
امحمد ابن الطلبه:
أقول لراع الذود بين شليشل ~~ ولبة والعينان تنهملان:
أيا راعي الذود الهجائن قف معي~~ سقاك حيي ذو أجش يمان
ولا زلت في عرج تُنَتّج بَكْره~~وجلته ذا ثروة عكنان
أسائل عن حي الشقيقة إنني~~وإياك – يا راعي- لمسئلان
فقال: انتموا للموج واحتث ظعنهم~~غُدَيَّةَ حاد ليس بالمتواني
فكلفت همي إثرهم ذا علالة~~تخونتُه بالنص والذملان
به ظَلَعَان مستبان ومن يجد~~كوجدى لا يلوى على الظلعان.
وقال ابن الونان في شمقمقيته:
ولم تزل تقطع جلباب الدجى~~بجلم الأيدي وسيف العُنُق
وقبل الجميع قال غيلان عن ناقته:
طواها إلى حيزومها وانطوت لها ~~جيوب الفيافي حزنها ورمالها
دَرُوج طوت آطالَها وانطوت لها~~ بلاليق أغفال قليل حِلالها
فهذي طواها بُعد هذي وهذه ~~طواها لهذي وخدها وانسلالها
وأخيرا قال الراعي النميري:
وإذا ترقصت المفاوز عارضت ~~ربذا تَبَغَّل خلفها تبغيلا
زجلَ الحداء كأن في حيزومه~~قَصَبًا ومقنعة الحنين عجولا
وإذا ترجلت الضحى قذفت به ~~فشأون غايته فظل ذميلا…