“رمضان ومرض السكري قراءة شاملة لموضوع مهم”/ الدكتور عادل رضا
عندما نتحدث عن مرض السكري فأننا نتحدث عن اعداد ضخمة ومشكلة ممتدة ومؤثرة على حياة الملايين من الناس وعندما يأتي شهر رمضان المبارك فعلينا أن نراجع الاحصائيات لنجد أن أكثر من 43 بالمائة من السكري النوع الأول يصومون !؟
و79 بالمائة من مرض السكري النوع الثاني أيضا يصومون؟
وهناك أكثر من 148 مليون مسلم مصابون بالسكري على مختلف أنواعه.
لذلك هناك نوع خاص من التعامل مع هكذا مرض وتلك الاعداد من البشر الذين يريدون أن يمارسون طقوسهم الدينية لذلك نقول انه يجب احترام رغبة المريض الدينية بكل الأحوال والظروف وايضا يجب توضيح المخاطر على الحياة لمن يصر على الصيام رغم النصيحة الطبية بإيقاف الصيام ، وهذا الايقاف ليس اعتباطي أو مزاجي أو يتحرك بالفراغات الكلامية بل علينا التشديد على قاعدة اساسية طبية تم التأكيد عليها فقهيا ودينيا من جهات رسمية عليا ممثلة بدار الإفتاء المصرية وهي:
التوافق باستمرارية الصوم يكون متزامن مع معدل حدوث الخطر على حياة الانسان.
على الطبيب الاعتراف بحساسية موضوع الصوم من الناحية الدينية ويجب أخذ موضوع الصوم في رمضان بشكل واقعي حركي تطبيقي أي تقديم النصيحة الطبية المتوافقة مع واقع المريض الراغب بالصوم الديني رغم كل الظروف الصحية له.
القاعدة هي أنه أي مريض ينوي الصيام عليه التعامل مع تنظيم مستويات السكر كحالة فردية خاصة تختلف عن أي مريض أخر للسكر يريد الصيام.
بحالة الصيام لا توجد بروتوكولات محددة ثابتة تنفع مع كل مريض ولكن هناك قواعد ونصائح عامة ويتم اعتبار كل حالة ضمن بروتوكول محدد يتم أعطائها ترتيبات منفصلة للصيام.
لذلك ليس هناك خطة علاجية تنفع مع كل مريض والبروتوكول العلاجي الرمضاني يختلف من مريض الي أخر، وكل مريض لديه عوامل مؤثرة مختلفة وتاريخ شخصي مع مرض السكر مختلفة عن المريض الاخر، وهناك نسبة كبيرة تختار الصوم رغم النصيحة الطبية بعدم الصوم!؟
مع قدوم شهر رمضان هناك تناغم لدور الطبيب وأيضا الهيئات الدينية الرسمية والشخصيات الرسمية التي تمثل تتحرك كحالات دينية بالمجتمع.
ومن حسن الحظ تم أصدار فتوى رسمية صادرة من دار الافتاء المصرية من المفتي “شوقي ابراهيم علام ” وهي هيئة رسمية عابرة للبلدان ولها موقعها المعنوي المهم عند المسلمين، حيث تم أصدار فتوى رسمية بالعام ٢٠١٦ تتفق مع ما تم أصداره من نصائح طبية معتمدة بخصوص صيام مريض السكر في رمضان وهي تؤيد وتدعم وتربط الرأي الطبي بالموافقة الفقهية عليها، مما يخلق حالة من الطمأنينة النفسية لدي المريض وأيضا تجعل الطبيب المعالج يتحرك بأجواء من الحماية الدينية الداعمة أذا صح التعبير. وهي فتوي تمثل تناغم الفتوى مع الرأي الطبي.
على المستوي الطبي تكمن عوامل الخطر بثلاثة نقاط:
الأول انخفاض مستوى السكر.
الثاني ارتفاع مستوى السكر.
الثالث ما يسمى طبيا ب
Diabetic ketoacidosis
.”الحماض الكيتوني السكري”
الرابع حدوث الجفاف وارتفاع نسب الجلطات.
هذه المخاطر تستدعي التقييم الطبي والسعي وراء النصيحة الطبية قبل بداية شهر رمضان.
بخصوص مرضى السكر في رمضان للتبسيط يمكن تقسيمهم الي ثلاثة مجموعات رئيسية بناء علي درجة الخطورة و مسألة الخطورة يتم قياسها و حسابها عن طريق معرفة نوع مرض السكري المصاب به المريض الأول او الثاني او سكري الحوامل و أيضا معرفة أنواع الادوية المستخدمة و أيضا يجب تقييم احتمالية حصول حالات هبوط السكر عند المريض و أيضا يجب معرفة مسألة وجود مضاعفات و امراض أخري مصاحبة للسكر كأمراض القلب و ارتفاع ضغط الدم و ارتفاع الكولسترول و الدهون , و كذلك يجب تقييم ظروف المريض الشخصية و الاجتماعية و أيضا مراجعة تاريخ المريض و ظروف صيامه السابق بالسنوات الماضية و تاريخه المرضي أنذاك.
مرضى السكري الذين يقعون بخانة عالي الخطورة ويجب عدم صيامهم هم:
– من لديهم مستويات سكر غير منتظمة قبل شهر رمضان.
– الحوامل المصابين بالسكرى الدائم او بسكري الحوامل.
– مرضى السكري المصابين بالفشل الكلوي وبحاجة الى غسيل كلوي منتظم وأيضا المصابين بفشل كلوي بمراحل متقدمة.
– مريض السكر المصاب بمضاعفات مرضية شريانية
– مرضى السكر من النوع الأول
– مرضى السكر الذين يستخدمون الانسولين المخلوط
– مرضى السكر الذين يستخدمون الانسولين المتعدد مع كل وجبة غذائية.
– مرضى السكر الذين يقومون بأعمال يدوية شاقة كأعمال البناء وخلافه…. الخ.
– مرضى السكر والذين لديهم أمراض عقلية أو نفسية مصاحبة ويستخدمون أدوية خاصة.
هذه كانت بصفة أجمالية لا حصرية من يتم اعتبارهم ضمن مستويات عالية الخطورة للصوم وباقي المستويات يمكن اعتبارها ضمن متوسط الخطورة وقليل الخطورة وهؤلاء يمكن لهم الصوم بشرط مراجعة طبيب السكر قبل واثناء وبعد انقضاء فترة الصيام الديني الرمضاني لترتيب وتغيير الادوية وتغيير مستوياتها و اعطائهم النصائح و الترتيبات المهمة و أيضا دور فنيين التغذية مهم بهذا المجال
هذه وغيره من النصائح الطبية تتحرك بالعموميات ولكن حركة الواقع تفرض علينا التشديد وتكرار القول بأن كل مريض حالة منفصلة وطريقة تعامل مختلفة.
الدكتور عادل رضا
طبيب باطنية وغدد صماء وسكري
كاتب كويتي بالشئون العربية والاسلامية
مقال أرسله الكاتب إلى “مورينيوز”