تهرب إلي كأنك تطارد نفسك/ العالية إبراهيم أبتي
قدري أن تكون خيار الأيام، أن تكون شعور السعادة بعد الجفاء…أن تكون الحب والوفاء والراحة والجمال…
هل تذكر نظرتك الأولي، تلك التي تتجدد كلما مررت في خيالي.
أستحضر جمال حضنك الأخير الذي استقررت فيه بعد معارك -مجرد الكلمة تبكيني الآن وأنا أكتبها- حتي الذكري كثيرة علي….هل تصدق؟!
الراحة كلها قد تكمن في المشوار الأخير الذي وجدت معك فيه كل الطمأنينة, وعالم يئستَ من البحث عنه، وكأنك تحتويني بعد طول جفاء…
نظرتك الأخيرة طيبت جراحي من كل العيون التي أتعبتني، كل الأيام التي أرهقتني وأعادتني لبدايات لا تكاد تنجلي إلا بهمسك وحنانك.. فهل أستطيع وصفها، أم أكتفي بوصفك حين تخبرني عن وجودنا قدرًا، وأنك “أخيرًا”.. وصلت.
في مكان بعيد يتسلل منه صوتك من فوق التلال، وتلمع تلك النجمة البعيدة كأنها مبسمك أجدني أصمت طويلا لعل لقاء الأمس يتكرر هنا، هل تذكره، هل تذكر لهفتي الناطقة بكل عبارات حبك، هل تذكر وحشتي بدونك أم أنك لا تكترث لكل ماكان يدور هنا ورسمناه هنا، كتبناه علي الحصي ونقشناه علي تلك الصخرة التي تشبه جفاءك حين تعترض على حكاياتي…
تهرب إلي وكأنك تطارد نفسك، كأنك تلاحق حلما بعيدا وجدته…
تصل متعبا مثقلا وعيونك العاشقة تخبرني أنك حضرت لتجديد وصلي؟…
انتظر، ثم حاول التبرير كعادتك وحاول مرارا فلن تستطيع إرجاع وقع صوتي بداخلك حين حنين.
هل أذكرك بأنك ذاك العاشق الذليل، عاشق أحبه.