مــهلا مهلا…على رسلكم…/ محمد محفوظ أحمد (تدوينة)
مــهلا مهلا…
على رسلكم أيها الأعزاء الأوصياء على الوطن، الناصحون بعدم المساس بسمعته وكرامته، المحتكرون الغيرةَ على عِرضه…
فكلما عبر أحد من أبنائه عن رأي يخالف هوى السلطان، أو جأَر بالشكوى من ظلعان دولته، تحاملتم عليه بأحكام التخوين وتُهَم تشويه السمعة والمساس بالمنعة!
اعلموا، رحمكم الله، أن هؤلاء المدونين والمغردين والمعلقين والكاتبين عموما، الذين ترمونهم، ليس فيهم من قام بانقلاب عسكري، وليس بينهم من استلم المساعدات الأجنبية، ولا من أسلم المستجير بالجمهورية…
وليس بينهم من باع مدرسة عمومية ولا معلمة تاريخية…
وما منهم من خذل بلدا صديقا وباعه لخصومه، بلا جريرة ارتكبها في حقه (بل ما قصر يوما في دعمه ونصرته) فإذا به فجأة يقطعه؛ مُعَرِّضا الوطن لعداوته ـ وقليل العداوة يضر! ـ ولسخرية العالم من حوله؛ ومشاركا بذلك في إضعاف الصلح وتهييج الجرح بين أشقائه وإخوانه… بدلا من الوفاء للجميع والنصح لهم والسعي لإصلاح ذات بينهم، كما أمر الشرع، وكما ترسم المصلحة العامة وتقتضي المروءة والسياسة!
ما من أحد من الكاتبين أتى بشيء من تلك الموبقات أو سايرها، أو استفاد منها…
فراجعوا العقل، وابدءوا النصح للرامي قبل مطاردة الرمية ولومها!!