أهرام المدائن !!/المرتضى ولد محمد أشفاق
العزف على الأوتار الحزينة بوح فريد .. يحرر الأنات المحبوسة … يتمرد على قيود القاع… ويحطم أسوار التعتيم وقتل الأحاسيس…و الأمة المنكوبة تؤتى من نفسها…
في الأروقة الإدارية تتناسل تجارب المنكوبين الذين يسوقهم نحس الطالع إلى التدحرج بين منعرجات المصالح العمومية والتيه في أزقتها المظلمة حيث يتفنن الذباب البشري في تفريخ فقه الكفر بكل شيء اسمه الوطن والوطنية…الموظف الكبير يمارس البغاء المهني بمزاجية مالك القطيع ..
استخفوا بشيبته ، جاء لتسوية تقدمات متراكمة عاجله التقاعد و نأي الدار عن معالجتها ، استقر في حي شعبي .
في المدائن الشعبية ، ثمانينات القرن (مدينة R ومدينة G وغيرهما) ، تتحول بعض الدور إلى مستوطنات مزدحمة بالتلاميذ ، والأسر الفقيرة ، و بسطاء الموظفين ، وصغار باعة النهار ، وبعض محترفات الرذيلة و المتدربات على إغراء الساقطين…
يتعاقبون على مرحاض واحد يخيل إلى داخله أنه أمام أضخم أهرامات الجيزة…نعم هرم من تراكم رجيع البشر…ما كان الشيخ القادم توا من إحدى المناطق النائية يتصور ما جرى له …خرج يصيح على أبنائه من مستوطني مستعمرة البؤساء : ألحقوني …يا مسلمون ألحقوني …وهو يخرج شبه عار…تحلق حوله أبناؤه لتنظيفه وهو يقول رغم حرجهم الشديد : جلست على كثيب نفايات باردة ، لما رأيته أولا تخيلت أنها (اشويبه كيف امامه بنت سيد أحمد منعشة حفلات المديح شور لخيام) ، أرجو أن لا تكون هذه نفايات الأمة المسكونة …القوم الذين يصلون العشاء بوضوء الصبح…
بنته طالبة في معهد المعلمين تحاول أن تشوش على موجات بثه ، لا تحب أن يستهلك جمهور مختلط ومنحط فيه سخف و فيه فجور سذاجة والدهم ، لكن سلطة الشيب لا تتقهقر ، الشيوخ يملكون رخصة التحرك المطلق و اقتحام المعابر و الحواجز دون تخفيف للسرعة ، شاخت المكابح و فقدت ذاكرة قانون المرور ، ظل صاحبنا كلما برم و أنهكته رتابة الزمن الضنين و هو يعود بوعد فاتر يموت على شفة اليأس الأبدي الحزين ، يقول (أتفو يالناس ماهي اعماره ينسخك يذ من العافيه) ؟؟؟!!!