هل أقول احترقت شوقا أم أني عجزت عن الهروب؟/ العالية إبراهيم أبتي
وهب أني لم ألتقيك، هل ستستطيع أن تقارن بيني وبين النساء…أو إن شئت هب أني كل النساء فهل تدرك معني ذلك؟…
ستجد حتما جوابا لكل أسئلتي، بل ستصاب بدائي، ثم بالحيرة التي جعلتني أدور في فقاعة لا أظنها إلا انعكاس انتظار أمل يجمعني معك…
وأصاب بدائك الذي يجعلني أغوص فيك حد العُجب مني، فأجدني أمارس هواياتك وأكلم نفسي بلغتك المتسارعة ونفسك المنقطع حين يفضحك الشوق…أتأمل، ثم أنتظر ثم أبحث…فلا أجد غير طيف حضورك، وصديق يواسيني، علّه يداوي عِلتي…
لم أزل أسمعه بقلبي، حتي يتحول الصمت لأنين شوق يخنقني ليخرج عبرات لا قِبل لي بها، فقد فضحني ذات الشوق الذي فضحتك حين كنت بحضرتي
هل أقول احترقت شوقا، أم أني عجزت عن الهروب…
هل أقول جفت دموعي، أم أكتفي بذكرك حين تسبقك ابتسامك.
كأن البعد يجعلني أحسك أكثر، يجعلني أباعد بيني وبين الهجر وأقف علي جبل يعصمني منك ثم أصرخ أين أنت؟…بل أين أنا؟…أين عالمنا وكل ذاك الحديث الذي أهيم فيه وأحس أني ملكة وأنت تصف ضحكتي المجلجلة”.
ماكان لي من الأمر شيء حين التقينا وماكان لك منه شيء حين اختفيت…فقط أخاف أن يفضحني غيابك، يفضحني الأمل والبحث عنك، ثم أجدني أحمد الله أن لم يصلني خبر لا أريد التفكير فيه فقد استغرقني حد الصمت وحد جنون القلق.
لن أردد أني أحببتك، بل أكتفي بإحساسي أنني محبوبتك كي أستطيع مقاومة الإحساس بالظلم والكثير من القهر حين وصلني الخبر…
لا أعرف حقا هل أسعد بتبديد ماكنت أحسه، أم أحزن لسلب حريتك وأنت أسير النبل والتبتل في محراب لا أخالك تفارقه.