ثقافة وفنموضوعات رئيسية
لحظة في القهوة / عبد الودود الجيلاني

جلس على إحدى الطاولات الفارغة،في القهوة التي تعود أخذ قهوته المسائية عليها مع أصدقائه وأصدقائهم…لم يهتم بما إذا كانت هذه هي الطاولة التي تعود الجلوس عليها…قد تكون هي…سيعرف ذلك عندما يأتي الأصدقاء…لقد جاء الليلة قبل وقته المعتاد…كان أول زبون هذا المساء…مرر يده فوق شعره…شعر بالفراغات تتسع…لقد قطع شعره مسافة معتبرة في هجرته إلى وجهة العدم…أدخل يده في جيبه يبحث عنها…نسي أنه فارقها بملئ إرادته…أخرج يده فارغة ووضع سبابته ووسطاه فوق شفتيه…دفعه طنين ذبابة قرب أذنه للبحث فضوليا عن طريقة تكاثر الذباب…حاول أن يتذكر هل درسه أستاذ العلوم الطبيعية في الإعدادية،طريقة ثكاثر الذباب…لم يتذكر أن الأستاذ درس هذا الموضوع،لكنه تذكر درس تكاثر واحد الخلية…لم يتذكرها لأنها طريقة غريبة فقط،بل لأنه كان يجلس ذلك اليوم على نفس الطاولة،التي تجلس عليها تلك الفتاة التي كان التلاميذ يتسابقون للجلوس قربها على نفس الطاولة…تذكر طريقة تكاثر واحد الخلية بالتفاصيل،وتذكر دفء ذلك الخصر الذي كان يلامسه من حين لٱخر…التفت يبحث كالتائه…لا زالت القهوة فارغة…وقف وهو يهم بالخروج قبل أن يصل أصدقاؤه…نظر إلى الأسفل…تمنى أن يكون بين سبابته ووسطاه بقية سجارة لكي يدوس عليها بقدمه قبل انصرافه…
عبد الودود الجيلاني.
عبد الودود الجيلاني.