الخريف.. فرصة للاستجمام و تجاوز رتابة الحياة
و م أ – محمد الأمين ولد باب
شكل المدن الداخلية قِبلة سياحية لكثير من المواطنين حيث يفضل أغلبهم قضاء العطلة الصيفية في الداخل وتحديدا في فصلي الخريف ومواسم الكيطنة الذي تتجه فيه الأنظار إلى المناطق الواحاتية للتمتع بالمناظر الجميلة وقطف ثمار النخيل وتطبيق عادات الكيطنه المصاحبة.
ولفصل الخريف هواته حيث يشكل فرصة سانحة لعشاق الطبيعة للتمتع بمناظر الطبيعة الخلابة حيث يجتمع الماء والخضراء مشكلين لوحة فنية يعجز رسامو العالم عن الإتيان بمثلها ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا.
وتتفاوت الوجهة من ولاية لأخرى وإن شكلت الولايات الشرقية قِبلة سياحية للكثيرين بفضل تمتعها بكم هائل من المقدرات السياحية التي جعلتها مأوى للعديد من الزوار خلال فصل الخريف وانطلاقا من كونها ولايات رعوية بامتياز.
ولباقي ولايات الوطن أيضا بما فيها اترارزه والولايات النهرية وغيرها من الولايات مكانتها الخاصة واسهامها في تعزيز روافد السياحة في موسم الخريف.
في هذا الإطار توضح فاطمة فال إحدى ساكنات العاصمة إنها لا تفوت فرصة الاستفادة من موسم الخريف حيث تشد الرحال إلى الداخل لقضاء عطلتها بعيدا عن ضوضاء المدينة، ورغبة في التمتع بأجواء الخريف حيث الراحة والاستجمام.
وتضيف نجتمع مع الأهل والأصدقاء وننظم رحلات سياحية كما نقوم بإحياء بعض من جوانب التراث الذي كاد أن يندثر عبر ممارسة بعض الألعاب الفلكلورية التقليدية وتنظيم سهرات مديحية تحييها نساء “لَفْرِيكْ”.
وتستدرك فاطمة فال قائلة ان جائحة كورونا القت بظلالها على مشهد لخريف حيث قلصت وحالت دون القيام بالكثير من الطقوس الخاصة بالخريف نتيجة لتطبيق الإجراءات الإحترازية.
وخلافا للمثال السابق الذي يعبر عن حال غالبية المستدفيدين من موسم الخريف لا يفوت آخرون ممن لم يسعفهم الحظ في الذهاب إلى مدنهم الداخلية فرصة الخريف مكتفين بقضاء العطل الاسبوعية في ضواحي انواكشوط والقرى المجاورة.
ومع اختلاف الوجهة المرغوبة في هذا الإطار تتجدد من يوم الآخر اكتشافات أماكن النزهة والاستجمام من منطقة لأخرى حسب الرغبة وعشق المكان.
وفي هذا الإطار يمضي عبد الله ساعات الراحة بمنطقة “جوخه” التابعة لمقاطعة اركيز مستفيدا من المناظر السياحية طلبا للراحة النفسية بعد اسبوع من العمل في العاصمة وهروبا من درجات حرارة متناهية في الصعود.
ويعرب عبد الله عن ارتياحه للأيام التي قضاها في اركيز وتمتعه بجو خريفي ماتع في “جوخه” تلعب دورا أساسيا في السياحة في المنطقة، مطالبا الزوار وبلدية اركيز بالحفاظ على نظافة المنطقة من الفضلات حفاظا على نقاء مناخها.
ونبه في هذا الصدد أن أغلب من التقاهم ينتمون لمناطق أخرى من الوطن تتميز كلها بمؤهلات سياسية فريدة لاكنهم فضلوا قضاء عطلة هذا العام في مقاطعة اركيز لقربها من العاصمة ولما تحتويه من مناظر سياحية تجعلها وجهة للكثيرين.
ويبقى فصل الخريف من الفصول التي يجد فيها الموريتانيون بوجه عام وعشاق البادية منهم بوجه خاص راحتهم، حيث يتسابقون الى انتقاء أجمل الأماكن وأكثرها سحرا للتخفيف من هموم المدينة ورتابة الحياة العملية.