أهم القواعد العسكرية في المنطقة العربية… / رانيا أبو شمالة
توطئة:
تمتلك منطقة الشرق الأوسط أهمية استراتيجية واسعة لدى معظم الدول، إذ أنها تعتبر “قلب العالم” من وجهة النظر الجيبوليتكية، وذلك نظرًا لكونها تشكل عقدة رئيسية لشبكة المواصلات العالمية البرية والبحرية والجوية، بالإضافة لكونها من أكثر مناطق العالم غنىً بالثروات الطبيعية، وهو ما يجعل هذه المنطقة تلعب دورًا أساسيًا في حفظ الأمن والسلم العالمي.
ونظرًا لما سبق من أهمية، فقد سعت معظم الدول العظمى، أو تلك الدول الصاعدة اقليميًا وعالميًا، لوضع قاعدة أو موطئ قدم لها في هذه المنطقة، خاصة في ظل الهشاشة السياسية التي تعيشها دول المنطقة، وكثرة متغيراتها الجيوسياسية، وعدم ثقة الفواعل السياسية في بعضها البعض، الأمر الذي يجعل من طلب “الحماية” الخارجية محورا أساسيًا في استراتيجيات دول الشرق الأوسط. ولذلك فإنه من الملاحظ بأن معظم القواعد العسكرية الخارجية تتركز إما في دول “هشة” سياسيًا، أو دول بحاجة لحماية خارجية من خصومها وجيرانها.
وتعد القواعد العسكرية من أهم أدوات الدول في بسط نفوذها الخارجي، وتحديد تخوم نفوذها الإقليمي والدولي، واثبات قدراتها العسكرية، بالإضافة لما تلعبه هذه القواعد من مهام عسكرية، ولوجستية، واستخبارية. أما بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، فهي علامة على مدى الضعف والهشاشة التي تعانيها في الظروف الحالية. وفي هذه المادة المعرفية، سيتم استعراض القواعد العسكرية الأهم الموجودة في المنطقة، بالإضافة الى تحديد مهامها، من خلال التركيز على مجموعة الدول التي تستضيف هذه القواعد والهويات الأجنبية لها.
يوجز التقرير القادم أهم القواعد العسكرية الأجنبية في المنطقة العربية، مركزاً على أهدافها والمهام التي من الممكن تنفيذها من خلالها، وتعدادها من حيث الجنود أو التسلح، مع تحديد موقعها الجغرافي وهي كالتالي:
أولاً: جيبوتي
نظراً لمكانها الاستراتيجي المطل على باب المندب الفاصل بين خليج عدن والبحر الأحمر، ومقدرتها على ضبط مهام “مكافحة” القرصنة والإرهاب، تعد جيبوتي مكاناً استراتيجياً للقواعدالعسكريةالأجنبية[1]، وتحتوي مجموعة منها موزعة كما يلي:
- القاعدة العسكرية الصينية: وهي أول منشأة دعم لوجستي لجيش التحرير الشعبي الصيني في الخارج[2]، وقد بدأ إنشاء هذه القاعدة في فبراير من عام 2016 [3]وتم افتتاحها في اغسطس من العام 2017 [4]، وهي محصنة بالعديد من الجدران الاسمنتية القوية المتتالية وأبراج الحماية، مع ما تقدر مساحته بـــ “23.000” متر مربع تحت الأرض، إضافة إلى العديد من المنشآت الادارية و السكنية التي يعيش فيها الجنود الصينيون، والتي تحتوي على نفقين طويلين لربط المباني ببعضها البعض، كما أن فيها العديد من المنحدرات من أجل تسهيل حركة المركبات، وغيرها من الأقبية التي تستخدم لتخزين الادوات و الأسلحة والذخيرة، بالإضافة لمدرجات الطيران التي تسهل حركة طائرات “الهيلوكبتر” وقد جهزت هذه القاعدة لتكون قادرة على استيعاب حوالي “10000” جندي[5].
تسهل هذه المنشأة البحرية العديد من المهام كمهمات جمع المعلومات، وعمليات الاجلاء وحفظ السلام قبالة سواحل اليمن والصومال، اضافة الى مهام القرصنة ومكافحة الإرهاب. مما يجدر ذكره وبالرغم مما سرده من حقائق، الا أن الإعلان الصيني الظاهر حول هذه القاعدة يحمل تأكيداً بأن وظيفتها غير عسكرية[6]. - القاعدة العسكرية الأمريكية: (معسكر ليمونير): وهي قاعدة فرنسية بالأصل، تم تأسيسها كحامية لفيلق القوات الاجنبية الفرنسية. سيطر عليها الجيش الأمريكي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بعدما قررت باريس أنها لم تعد بحاجة إليها[7].
تعتبر هذه القاعدة الوحيدة الدائمة للولايات المتحدة في القرن الافريقي [8]، وتقع على بعد بضعة كيلومترات فقط من القاعدة الصينية، وتقوم القوات الخاصة الموجودة فيها بمهام كوماندوز سرية، اضافة الى إطلاق الطائرات بدون طيار (بريداتور) كوسيلة “لمكافحة الإرهاب” في الصومال واليمن. كما يبلغ عدد الجنود فيها ما يقارب 4000 جندي، وتقوم البحرية الامريكية بقيادة هذه القاعدة التي يديرها قائد منطقة البحرية الاوروبية، بالإضافة الى ذلك، تضم هذه القاعدة وحدات من العمليات العسكرية وقوة العمل المشتركة في القرن الافريقي (The CJTF) وكتيبة (Seabees) البحرية الامريكية. كما تتواجد فيها المروحية الامريكية الثقيلة من نوع (CH-53) وحاملة الطائرات البحرية الامريكية من نوع (P-3) بالإضافة لحاملات طائرات من نوع (C-130).
- القاعدة العسكرية الفرنسية: يعتبر الوجود الفرنسي في جيبوتي أكبر وجود لفرنسا في الخارج[9]، ويقدر عدد الجنود المتواجدين هنالك بحوالي 1450 جندي، وتمتلك فرنسا في هذه القاعدة طائرات وسفن حربية وعربات مدرعة، كما تستضيف فيها قوات ألمانية ويابانية.
- القاعدة العسكرية الايطالية: تعتبر الوجود اللوجستي الأول لإيطاليا خارج حدودها، ويتواجد فيها ما يقارب 300 فرد من القوات البحرية الخاصة الايطالية والتي تقوم بمهمة حماية السفن التجارية العابرة للمحيط الهندي، إضافة الى نشر المدربين والمظليين في مقديشو كجزء من مهمة التدريب الاوروبية لصالح الجيش الصومالي، ويضاف الى ذلك مهمات “مكافحة الإرهاب” وحفظ السلام في المنطقة[10].
- القاعدة العسكرية اليابانية: تقع بجوار القاعدة الامريكية “ليمونير”، وفيها حوالي 180 فردا من قوات الدفاع الذاتي اليابانية، بالإضافة الى الثكنات العسكرية هناك. وتتركز مهمة هذه القاعدة في عمليات دعم القوات البحرية ومكافحة القرصنة والإرهاب وحفظ السلام في المنطقة.
ثانياً: الصومال:
تتنافس أطراف مختلفة على إنشاء قواعد عسكرية لها في الصومال نتيجة موقعها الجيوسياسي المهم عبر من قناة السويس حتى باب المندب، وتصاعدت وتيرة التنافس على إنشاء قواعد عسكرية أجنبية خلال السنوات الماضية، عقب الحرب في اليمن والتي تمتلك أهم موانئ لها في منطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقي مثل ميناء صعدة، وكانت القواعد كالتالي:
- القاعدة العسكرية التركية: هي ثاني قاعدة عسكرية استكشافية رسمية كبيرة لتركيا في الخارج[11]. تأسست عام 2015 وجرى افتتاحها في عام 2017 في العاصمة مقديشو، وتستخدم لتدريب الجنود الصوماليين لمساعدة مقديشو في قتال جماعة الشباب، بالإضافة الى استخدامها كأداة لتوسيع النفوذ التركي في القرن الافريقي، واجراء مناورات عسكرية مشتركة مع جيوش المنطقة.
تضم هذه القاعدة ثلاث مدارس عسكرية وصالات نوم ومستودعات، تصل تكلفتها الى 50 مليون دولار على ما مساحته 400 فدان، ويتواجد فيها 200 ضابط عسكري تركي، كما أنها تتسع لتدريب حوالي 10500 جندي صومالي في آن واحد [12]. - القاعدة العسكرية الاماراتية: تقع في مدينة بربرة الصومالية على ساحل خليج عدن. بدأ تشغيل هذه القاعدة في يونيو من العام 2019، وكان الهدف من انشاءها حماية التجارة المارة عبر مضيق باب المندب وتدريب خفر السواحل في أرض الصومال، كما تبلغ مساحة هذه المنشأة 42 كيلومتر مربع وتتألف من قاعدة بحرية وممرين متوازيين[13]
ثالثاً: العراق
ما يزال العراق منطقة غاية في الأهمية تدفع عديد الدول لإبقاء قواعد عسكرية لها فيها، حتى بعد الحرب عليها، نظراً لأنها تمتلك رابع احتياطي للنفط عالمياً، وموقعها الجيوسياسي المهم في منطقة الخليج العربي وتضم العديد من القواعد العسكرية أهمها:
- قاعدة عين الأسد: وهي قاعدة تبعد حوالي 180 كم غرب العاصمة بغداد في محافظة الأنبار، وتعتبر أكبر قاعدة للتحالف غرب العراق وثاني أكبر قاعدة للقوات الجوية الأمريكية. كانت هذه القاعدة أهم منشأة للتزويد بالوقود خلال غزو العراق، كما كانت الاكثر تقديما للخدمات الجوية التجارية هناك. يعود بناء هذه القاعدة في الثمانينيات من القرن الماضي بتمويل يوغسلافي وكانت تسمى أيضا باسم القادسية، إذ كانت آنذاك موطنا لتخزين الأسلحة، وفيها ثلاثة أسراب من سلاح الجو العراقي. استولت القوات الأسترالية عام 2003 على القاعدة وما كانت تحتويه من 50 طائرة حربية مقاتلة بما في ذلك طائرات من نوع (ميج 25) وغيرها من الأجهزة المتفجرة، ومن ثم قامت بتسليمها للولايات المتحدة الأمريكية.
منذ الاستيلاء الأميركي عليها، أصبحت القاعدة بشكل أساسي موطناً لقوة المشاة البحرية الثانية. تبلغ مساحتها الحالية 24 كم مربع في منطقة تبعد 12 كم عن نهر الفرات، وقد تم تسليمها للجيش العراقي في ديسمبر 2011، ويوجد بها حالياً مقر الفرقة السابعة للجيش العراقي بالإضافة لمدرسة للمشاة[14]. قام الجيش الامريكي بنشر 5000 جندي فيها عام 2018، وتزود هذه القوة بمعدات عسكرية متطورة بما في ذلك المدرعات والمدافع بما ينسجم مع مهامها القتالية[15]. تجدر الإشارة إلى أنها تشكل الوجود العسكري الدائم الوحيد للقوات الامريكية منذ اعلان انسحابها من العراق عام 2011. - الوجود التركي في العراق: يقدر الوجود التركي في العراق بحوالي 3000 جندي، منهم ما هو على شكل كتائب في مطار “بامرني” شمال العراق وكتيبة مغاوير في قرية “كاني ماسي” وذلك بهدف تأمين الحدود ضد منظمة (PKK) [16]، اضافة الى وجودهم في قاعدة “بعشيقة“ شمال الموصل والتي يتم فيها تدريب مقاتلين سنة وبشمركة كردية عراقية ضد تنظيم داعش[17].
رابعاً: قطر
ليس فقط الغاز الطبيعي -التي تعتبر قطر أكبر مصدر له في العالم- هو الجاذب الأساسي لإنشاء أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في منطقة الخليج والشرق الأوسط، فقد دخل التواجد التركي بعد حصار قطر كمانع للمواجهة العسكرية بين الأطراف المتنازعة، لتصبح القواعد العسكرية الأجنبية في قطر كالتالي:
- قاعدة العديد الجوية الأمريكية: وهي قاعدة تبعد حوالي 20 ميل جنوب العاصمة القطرية الدوحة[18]، يرجع انشاءها الى العام 1996 ووصلت تكلفة إنشائها آنذاك الى مليار دولار، ويقدر عدد الجنود فيها بحوالي 10000 جندي امريكي[19]، يتواجد فيها الجناح الجوي رقم 379 و أساطيل التزود بالوقود الجوية والقوات الاستكشافية رقم 44 و340 و379 و434 و911 وجناح التحكم الجوي رقم 93، كما تحتوي القاعدة على ناقلات “KC-10” وطائرات “B52” وقاذفات “KC135” وطائرات استطلاع الكترونية “EA6”.
بلغت تكلفة هذه القاعدة ما يقارب 1.4 مليار دولار، وفيها مدرج يبلغ طوله 2.8 ميل يستطيع أن يستوعب 120 طائرة[20]، وقد تحدث الجنرال “جيسين أرماكوست”، قائد الجناح رقم 379، عن أهمية القاعدة قائلاً “إن هذه القاعدة لها مكانها الاستراتيجي في إدارة عمليات المنطقة الوسطى في الشرق الأوسط وإن العمليات الجوية ضد تنظيم الدولة تنسق من قاعدة العديد”. لا ينحصر العمل في قاعدة العديد على القوات الامريكية فقط، بل مركزا لتعاون أكثر من عشرين دولة بما فيها القوات الأميركية والقطرية والقوات الملكية البريطانية[21]. - القاعدة التركية في قطر: تم إنشاؤها كأول تركيب من نوعه في الشرق الأوسط، كجزء من اتفاق تم توقيعه بين البلدين في عام 2014، ولدى القاعدة مقدرة على استيعاب 5000 جندي[22].
خامساً: سوريا
يبرز الوجود الروسي في سوريا عبر قواعده العسكرية بشكل أساسي، يزاحمه الوجود التركي في الشمال بالإضافة إلى الوجود الإيراني في الوسط والجنوب، مع وجود قاعدة أمريكية في منطقة شرق الفرات ذات البعد الجيوسياسي المهم، وتتفرع القواعد العسكرية الأجنبية في سوريا كالتالي:
- القواعد العسكرية الروسية:
- قاعدة حميميم الجوية: تقع في مطار باسل الأسد الدولي في مدينة اللاذقية شمال غرب سوريا[23]، تُحمى بواسطة أنظمة صواريخ أرض- جو بعيدة المدى ضد الطائرات، إضافة إلى صواريخ كروز وطائرات هليكوبتر من نوع “S-300” و “SU-30s” لحماية عشرات الطائرات الحربية، وفيها أيضا طائرات هجومية من نوع “MI24,25” للإقلاع والهبوط، وتكمن مهمة هذه القاعدة كما هو معلن روسيّاً في قصف تواجد عناصر داعش وغيرها من الجماعات المسلحة في سوريا[24]، وقد نقلت روسيا وحدات سكنية جاهزة للقاعدة والتي من الممكن أن تخدم ما يصل إلى 1000 فرد[25].
- قادة طرطوس البحرية: وهي أول قاعدة بحرية تأسست خارج روسيا، وتتركز مهمتها في الدعم اللوجستي للقوات البحرية الروسية، إضافة إلى مكافحة الارهاب والقرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن، وتحتل هذه القاعدة الجزء الشمالي من ميناء طرطوس البحري، اذ تستطيع روسيا نشر 11 سفينة حربية كحد أقصى في القاعدة، بعض هذه السفن مزود بأنظمة الدفع وتعمل بالطاقة النووية. كما تعزز القاعدة القدرة التشغيلية لروسيا في المنطقة، كون السفن الحربية فيها قادرة على الوصول الى البحر الأحمر والمحيط الأطلسي في غضون أيام، بعد أن بدأت روسيا إرسال سفنها البحرية إلى طرطوس منذ سبتمبر 2011[26].
- قاعدة الشعيرات الجوية: وهي قاعدة جوية في مدينة حمص غرب سوريا، تعتزم روسيا اعتبارها كقاعدة جوية أخرى لها في سوريا[27]، ومهمة القاعدة كما تعلنه روسيا هو مكافحة المجموعات المسلحة هناك. عملت روسيا في العام 2015 على توسيع المدرجات فيها لاستيعاب الطائرات الروسية القادمة إليها، وكانت القاعدة نقطة انطلاق للطائرات القادمة من حميميم والمتجهة إلى تدمر.
تتمركز في القاعدة حالياً قوات اللواء الجوي الروسي رقم 50، وفي 2016 ضاعفت روسيا تواجد طائرات الهليوكبتر من نوع “Mi-24” و “Mi-35” و “Mi-8/17″، كما نشرت فيها لواء المدفعية الروسي رقم 120، بالإضافة لوصول 23 صاروخًا من طراز “توماهوك” إليها [28].
- قاعدة تدمر: لا زالت قيد البناء، وتقع في ريف حمص الشرقي، ويمكن اعتبارها رابع أكبر قاعدة روسية في سوريا، حيث تضم قوات هندسية وقوات خاصة ويوجد فيها مراكز انطلاق للمروحيات العسكرية، بالإضافة إلى مفارز ونقاط عسكرية تابعة لها حول تدمر[29].
- قاعدة مطار كويرس: تقع في ريف حلب، وتعتبر ثالث أكبر قاعدة عسكرية روسية في سوريا، إذ تضم قواتٍ برية قوامها: كتيبة قوات خاصة وكتيبة مشاة وثلاث كتائب دفاع جوي من ثلاثة طرازات مختلفة (س200، بوك2، بانتسير س)، إلى جانب محطات رادار متطورة لكشف الأهداف الجوية على مسافات كبيرة جدًا، كما يمكن اعتبار مطار كويرس مهبطًا احتياطيًا للطائرات الروسية العائدة من شرقي سوريا.
- قاعدة بلدة خربة رأس الوعر: تقع في ريف دمشق – بئر القصب، وهي ثاني قاعدة عسكرية روسية في دمشق بعد مطار المزة. [30]
- القاعدة العسكرية الأمريكية تتمتع هذه القاعدة الامريكية بموقع استراتيجي مهم لقوى التحالف الذي تقوده القوات الامريكية نظراً لوقوعها على المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني. استخدمت هذه القاعدة لتدريب الجيش الحر ضد داعش والذي تم تأسيسه في 2015. يتمركز فيها حالياً 150 جندي أمريكي، إضافة إلى قوات من خمس جنسيات مختلفة منها اثنتان عربيتان لم يُفصح عنها[31]. أرسل البنتاغون 100 جندي مشاة للقيام بتدريبات نيران حية في سوريا عام 2018.[32]
- القاعدة العسكرية البريطانية: أنشأتها بريطانيا عند حدود سوريا مع الاردن والعراق في صحراء الحماد على بعد 240 كلم من تدمر في مايو 2016، وبدأ العمل فيها على أيدي ما يقارب خمسين مستشاراً وضابطاً وجندياً بريطانياً، ومهمتها تدريب وتسليح قوات معارضة لنظام الأسد لتمكينها من إنهاء وجود داعش جنوب شرقي سوريا، بالإضافة لمهمات أخرى مثل التعاون مع القاعدة الامريكية القريبة منها بين الرقة والحدود العراقية، ويوجد في هذه القاعدة مركبات الثعلب العسكرية البريطانية إضافة إلى صواريخ مضادة للدبابات ومدفعيات ثقيلة ورشاشات قنص[33].
- الوجود الايراني في سوريا: تحتضن معامل الدفاع بمنطقة سفيرة في الشمال السوري أكبر القواعد الإيرانية. وتعتبر القوات الإيرانية الأكثر انتشاراً في خضم الانتشار الأجنبي على الأراضي السورية، وتتضارب التقديرات بشأن أعدادها، الا أن معظم المقاتلين من الحرس الثوري وقوات الباسيج، فضلا عن مجموعات أفغانية مسلحة. وبالرغم من انتشارها في عموم البلاد، إلا أنها تتمركز بشكل رئيسي في جنوب العاصمة دمشق وريف حلب الجنوبي وأيضا في ريف حمص الشرقي[34].
- الوجود التركي في سوريا: يتواجد الجيش التركي حالياً في الشمال السوري، إذ أسس نقاطاً للمراقبة العسكرية في إطار اتفاق مناطق خفض التصعيد الذي ترعاه روسيا وتركيا وإيران، كما نفذ عمليتين عسكريتين، إحداهما صيف العام 2016 تحت مسمى “درع الفرات” لمحاربة التنظيمات المسلحة وخصوصًا الكردية بحسب المسؤولين الأتراك، والثانية تحت مسمى “غصن الزيتون” في منطقة عفرين[35].
سادساً: السعودية
لا يوجد قواعد عسكرية بالمعني المعماري أو الوظيفي حالياً في السعودية، وإن كانت فترة الحرب الخليجية نظراً لحاجة العديد من الدول الأجنبية خصوصاً أمريكا للتأمين على المنشآت النفطية لأكبر احتياطي نفط عالمي، ومع أن الولايات المتحدة الأمريكية فككت قاعدتها العسكرية الأهم في الرياض إلا التواجد الأمريكي ما يزال قائماً ضمن اتفاقيات الأمن والحماية للمنشآت النفطية من الهجمات، ويقع في السعودية شبه قواعد أمريكية وقاعدة باكستانية كالتالي:
- القواعد العسكرية الامريكية:
- قاعدة الاسكان الجوية الأمريكية: تقع على بعد حوالي 20 كم من مدينة الرياض، وقد تم انشاءها هذه عام 1983، وتستضيف المجموعة 64 من المجموعات الاستطلاعية، بالإضافة إلى المجموعة الجوية رقم 320، كما وتضم مقراً للقوات المسلحة السعودية [36].
لم يتبق في هذه القاعدة حالياً سوى ما يقارب 500 جندي أمريكي بعدما أنهت الولايات المتحدة وجودها في السعودية، وانتقال ما يقارب 4500 من الجنود الأميركيين الى الدوحة بعد غزو العراق 2003.[37] وتتميز القاعدة بوجود الكثير من التحسينات ووسائل الراحة التي تشمل الفيلات المجهزة بالكامل لخدمة الوجود الأمريكي[38]. - قاعدة الأمير سلطان الجوية: تقع على بعد 80 كم جنوب الرياض، سيطرت عليها القوات الأمريكية بعد عملية درع الصحراء، وانسحبت منها في 2003 [39]، ولكن منذ عام 2019 تنشر الولايات المتحدة الأمريكية بطاريات صواريخ باتريوت دفاعية جوية فيها، ويشرف عليها 500 جندي؛ وفي ذات الوقت تخطط الولايات المتحدة لإرسال مقاتلات شبح F-22 للقاعدة، وتأتي عملية إعادة نشر القوات الامريكية في القاعدة في ظل توتر العلاقات الإيرانية مع كل من الولايات المتحدة والسعودية[40].
- التواجد الباكستاني في السعودية: ترجع العلاقات السعودية الباكستانية إلى العام 1969، عندما ساعدت باكستان السعودية في إنشاء وبناء أول طائرات مقاتلة لها لإحباط عمليات الاقتحام التي قد تتعرض لها في حال تعرضت لهجوم من الحدود الجنوبية مع اليمن.
نشرت باكستان ما يقارب 15000 جندي باكستاني في السعودية[41]، ورحبت بالطرح السعودي حول إعادة تشكيل تحالف ضد الارهاب وأعلنت انضمامها اليه. وترتب على ذلك طلب الرياض من باكستان إرسال جنود وطائرات وسفن حربية[42]، مع أهمية الإشارة لوجود اتفاق أمني سعودي – باكستاني يقضي بوجود 1000 جندي باكستاني برتبة مستشار في السعودية وباقي دول الخليج[43].
سابعاً: الامارات العربية المتحدة
ضمن التحالفات القائمة وتقاطعها مع موقع الإمارات الجيوسياسي سعت عديد من الدول إقامة قواعد عسكرية كبيرة لها في الإمارات التي تقع في منتصف الخليج العربي، ويعتبر التواجد الأمريكي تواجداً مهماً إلى جانب تواجد عديد من الدول الأجنبية، ويمكن رصد القواعد الأجنبية في الإمارات كالتالي:
- القاعدة الأسترالية أو قاعدة “المنهاد” الجوية: وهي قاعدة عسكرية جوية تخدم القوات الاسترالية في الشرق الاوسط كمركز للنقل والدعم اللوجستي، بالإضافة لدعم العلاقات الاسترالية الإقليمية، وتديرها القوات الإماراتية. تقع القاعدة على بعد حوالي 24 كم جنوب دبي، وتعد حالياً مقراً لفرقة العمل المشتركة رقم 633، وقد استخدمت في بداية القرن العشرين لدعم القوات الاماراتية لوجستياً في عملياتها ضد أفغانستان، مع الإشارة لوجود قوات بريطانية في تلك القاعدة وفي معسكر ميراج القريب من القاعدة بالنسبة للقوات الكندية والنيوزيلندية.[44]
وكانت استراليا نشرت في العام 2014 ما قوامه 600 جنديًا من قواتها كجزء من دعم تحالفها مع الولايات المتحدة لمهاجمة داعش، وبعد ذلك نشرت استراليا 200 فرداً من قواتها الخاصة فيها، كما نشر سلاح الجو الملكي البريطاني 400 جندياً آخراً، ويتواجد في هذه القاعدة العديد من الوحدات المهمة مثل وحدات الدعم والاتصالات وتنظيم مركز العمليات الجوية[45]. - القاعدة العسكرية الفرنسية “معسكر السلام”: وهي أول قاعدة فرنسية في الخليج العربي، وتستضيف ما يقارب 500 جندي فرنسي، بالإضافة إلى 150 جندي من القوات البحرية.[46] تم افتتاح القاعدة في 2009، وكانت قد بنيت على ضفاف القناة في أبريل 2008، وتضم حالياً معسكراً بحرياً في ميناء زايد، ومخيماً للقوات الجوية في قاعدة الظفرة الجوية، ومعسكراً للتدريب على بعد حوالي 50 كم من أبو ظبي. توفر القاعدة البحرية الدعم اللوجستي للسفن البحرية الفرنسية في المنطقة، بالإضافة الى لعبها دورا في مسألة الأمن النفطي في مضيق هرمز، وعملها على تطوير التعاون العسكري مع الإمارات[47].
- القواعد العسكرية الأمريكية:
- قاعدة الظفرة الجوية: يتواجد في فيها حالياً ما يقارب 5000 جندي أمريكي بموجب اتفاقية دفاع مشترك وتقع القاعدة على بعد ساعة من أبو ظبي[48]، وتضم الفرقة الجوية رقم 380، وتحتوي على منصات انطلاق وطائرات استطلاع وطائرات تزويد الوقود وطائرات من نوع “جلوبال هوك” وطائرات “الأواكس”، كما تحتوي على مركز مشترك للحرب الجوية[49].
- قاعدة الفجيرة البحرية: تقع هذه القاعدة خارج الخليج الفارسي قبل مضيق هرمز وتشكل رابط بري لوجيستي لجبل علي في حال إغلاق مضيق هرمز.
- ميناء جبل علي: أكثر موانئ الولايات المتحدة ازدحاما ويعتبر أكبر ميناء من صنع الإنسان في المياه العميقة، ويتواجد فيه مدرج لحاملات الطائرات الأمريكية، يذكر أنه لا يتواجد في هذا الميناء سفن مدعومة أو مقر دائم لتلك السفن وحتى إن وجدت تلك السفن الأمريكية فإن الأولوية تكون للسفن التجارية.
ثامناً: ليبيا
شهدت ليبيا تسابقاً واضحاً لتواجد قوات أجنبية فيها خصوصاً بعد ثورة فبراير والتي أدت إلى انقسام ليبيا بين قوتين، تسابقت في تلك الفترة قوات أجنبية للتواجد فيها منها القوات الفرنسية التي كانت مدينة بنغازي عمل خلالها الفنيين الفرنسيين لإدخال أجهزة تصويب متطورة على منظومة التسليح للطائرات، وقد أشارت العديد من التقارير لوجود قواعد أمريكية في ليبيا والتي نفاها مسؤولون ليبيون،[50] ، كما أن هناك وجود عسكري غير معلن لتركيا في ليبيا، وهي تقدم المساعدة العسكرية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا التي تخوض صراعا عسكريا ضد قوات الجنرال خليفة حفتر الذي تدعمه الإمارات ومصر والسعودية، لكن من خلال البحث تم التوصل لوجود قاعدة إماراتية هناك وهي:
- القاعدة العسكرية الاماراتية: هي قاعدة عسكرية سرية نائية تديرها الامارات العربية المتحدة وتقع على بعد 50 ميل جنوب شرق بنغازي، نشرت فيها الامارات طائرات مدججة بالسلاح اضافة الى تطوير منصات للمراقبة[51].
تاسعاً: الكويت
يسعى الأمريكان بشكل واضح لتعزيز تواجدهم العسكري في منطقة الخليج لأهميتها من حيث الطاقة سواء النفط أو الغاز الطبيعي، كما موقعها السياسي المحاذي لإيران والقارة الآسيوية، أو لمسار حركة الملاحة العالمية، وكانت الكويت من أهم المناطق التي سعت أمريكا لتعزيز تواجدها العسكري فيها، وقد لعبت دور هام في حرب الخليج وكذلك الحرب على العراق وهي كالتالي:
- القواعد العسكرية الأمريكية: حافظت الولايات المتحدة الامريكية على علاقتها مع الكويت منذ 1991 إذ تعتبر الكويت حليفاً استراتيجياً مهماً لها، ويهدف الوجود الأمريكي في الكويت إلى دعم الاستقرار في المنطقة وردع العدو الاقليمي من وجهة النظر الأمريكية، ومنذ ذلك الوقت تحتفظ الكويت بقوة امريكية تقدر ب 2200 جندي، وينتشر الوجود العسكري الأمريكي في الكويت على القواعد التالية:
- قاعدة عريفان: وتعتبر بمثابة مقر القيادة الرئيسي للقوات الامريكية، وقد دعمت الحكومة الكويتية عملية بناءها بتكلفة 200 مليون دولار كتجديد لما كانت عليه القاعدة منذ حرب الخليج، وتمتلك القاعدة محطة البريد العسكرية المشتركة.
- قاعدة علي السالم الجوية: تقع على بعد 39 ميلا من حدود العراق، يوجد فيها مدرسة تدريب الطيران التابعة لسلاح الجو الكويتي[52]، ويوجد فيها مدرجان بطول 9805 قدم، وفيها الجناح الجوي رقم 386 وطائرات شحن من طراز C17 وC130، وتعتبر القاعدة محطة طرق للقوات الامريكية.
- قاعدة “بيورينج”: تمتلك هذه القاعدة رادارا متطورا يستخدم في حالات الرؤية المنخفضة عند هبوط الطائرات، بالإضافة إلى مدرج بطول 5215[53].
عاشراً: البحرين
كذلك للأمريكان قواعد عسكرية في البحرين وضمن تقاسم النفوذ هناك قاعدة عسكرية بريطانية أيضاً وهي كالتالي:
- القواعد العسكرية الامريكية: تعمل القوات الامريكية في البحرين منذ توقيع اتفاقية القوات عام 1971، واتفاقية الدفاع المشترك عام 1991. يتواجد أكثر من 7000 جندي أمريكي في البحرين، ويقع مقر الاسطول البحري الخامس في البحرين منذ 1948، وهو المسؤول عن الدوريات التي تغطي الخليج العربي وخليج عمان والبحر الاحمر وبحر العرب بما في ذلك مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس[54]. وينتشر الوجود الأمريكي في البحرين على القواعد التالية:
- قاعدة الشيخ عيسى الجوية: وقد تم تطوير هذه القاعدة مؤخرا بتكلفة 45 مليون دولار وتستضيف طائرات من نوع “F-16s” و”F/A-18s” و”P-3″، ويوجد فيها مدرج بطول 12,467 قدم[55].
- قاعدة المحرق الجوية البحرية: وهي مجمع عسكري داخل مطار البحرين الدولي بالقرب من المنامة، ويوجد فيها الوحدة الجوية للمهام المشتركة رقم 53، فيها مدرجان بطول 13005 و 8300 قدم[56].
- القاعدة العسكرية البريطانية ( إتش إم إس الجفير\ HMS Juffair):
عززت بريطانيا وجودها العسكري في الخليج عامة وفي البحرين خاصة بتدشين قاعدة عسكرية في ميناء سلمان في العاصمة البحرينية المنامة بحضور كل من الأمير أندرو دوق يورك وقائد قيادة القوات البريطانية المشتركة الجنرال كريس ديفريل وولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة والقائد العام لقوات الدفاع البحرينية المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة، وتعد هذه القاعدة بالنسبة لبريطانيا وحلفائها قاعدة استراتيجية أساسية شرقي قناة السويس ومركزاً لعمليات البحرية الملكية في منطقة الخليج والبحر الأحمر والمحيط الهندي، يضاف إلى ذلك أن بإمكان هذه القاعدة استضافة 1200 شخص، كانت بريطانيا قد أسست هذه القاعدة في العام 1935 غير أن الولايات المتحدة استولت على هذه القاعدة بعد استقلال البحرين عن بريطانيا في 1971، وفي 2014 قررت لندن إعادة فتح القاعدة، ويتواجد في هذه القاعدة ما يقارب ست سفن بريطانية والتي منها أربع سفن لمكافحة الألغام في ميناء سلمان والتي كانت موجودة في البحرين منذ 2003، ومن المتوقع لهذه القاعدة أن تستضيف مدمرات الملكة اليزابيث من نوع 45 بالإضافة إلى فرقاطات وصائدات ألغام.
أحد عشر: سلطنة عُمان
سعت عمان لتواجد عسكري أمريكي فيها لحفظ التوازنات الحاصلة في المنطقة، ومولت عمان الوجود الأمريكي على أراضيها بما يحق للأمريكان استخدام المرافق والحقول الجوية في السيب، وحالياً تنشئ بريطانيا قاعدة تدريب عسكري مشتركة في سلطة عمان، إلا أن التواجد الأمريكي يقع في عمان كالتالي:
1.القواعد العسكرية الامريكية:
نشر مركز أبحاث الكونغرس الأمريكي بحثاً محدثاً في 28/6/2005، حول وجود خمس قواعد أمريكية في سلطنة عمان منذ ما قبل 11 سبتمبر/ أيلول. وتتبع مباشرة للقيادة الوسطى الأمريكية، كما توجد اتفاقات تعطي أمريكا حق استخدام 24 مرفقاً عسكرياً عمانياً غيرها.
مولت عمان 79 % من تكلفة الوجود العسكري الأمريكي على أراضيها عام ٢٠١١، وبعد 11 سبتمبر، تم تجديد الاتفاق الذي يتيح لأمريكا حق استخدام المرافق والحقول الجوية في السيب.
لا توجد قوات عسكرية أمريكية كبيرة في عمان بالمقارنة فيما كان عليه الحال إبان الغزو الأميركي لأفغانستان، لكن أراضيها لا زالت تضم مخازن ضخمة للأسلحة والعتاد والذخائر الأمريكية.
ينحصر الوجود الأمريكي في قاعدة “مصيرة” الجوية والتي تقع في المطار العسكري لجزيرة “مصيرة” العُمانية، وتستخدم من قبل القوات البريطانية مند سنة 1930، كما تستخدم أيضاً كمستودع عسكري للقوات الأمريكية منذ سنة 2009، ويتواجد في القاعدة شركة “دينكورب” الأمريكية ومهمتها التدريب العسكري والأمني والتوجيه والدعم الاستخباراتي والدعم الجوي، بالإضافة إلى عمليات الطوارئ وصيانة المركبات العسكرية البرية[57].
اثنا عشر: الأردن
توسع الوجود الأمريكي في الأردن مع تطور عملية حل النزاع ضد داعش في المنطقة العربية، وتشير صور الأقمار التجارية الصناعية المتاحة للجمهور إلى وجود عدد من الطائرات الحربية الأمريكية في قواعد أخرى في الأردن ولكن الولايات المتحدة لم تصرح بذلك الوجود بعد، يذكر أن التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية والأردن بات وثيقاً حيث شاركت القوات الامريكية مؤخرًا في العديد من المناورات بآلاف من قوات المشاة الأمريكية إلى جانب القوات الأردنية والتي منها مناورة “Eager Lion” .
القاعدة العسكرية الأمريكية ” قاعدة موفق السلطي”\ ” قاعدة الأزرق”: خصصت الولايات المتحدة في العام 2018 حوالي 143 مليون دولار للترقيات والتوسعات في هذه القاعدة ولكن تزايد وتيرة الصراع مع داعش ساهم في محدودية القدرات المادية والتي منها تقييد مساحة المنحدرات ومرافق تداول البضائع و الأفراد، تستضيف القاعدة العديد من قوات التحالف والتي منها ألمانيا وبلجيكا وهولندا، يتواجد في هذه القاعدة مدرجان بطول (9015، 9777) قدماً.
خاتمة:
ضمن حالة السيطرة وتعزيز التحالفات تزايدت في السنوات الأخيرة وتيرة بناء قواعد عسكرية أجنبية في العديد من دول المنطقة العربية، تركز في معظمها على الدول ذات المواقع الاستراتيجية المهمة جيوسياسياً إما لامتلاكها ثروات طبيعية كالنفط والغاز، أو لموقعها الجغرافي الهام في طرق الملاحة العالمية، ويعتبر التواجد الأمريكي هو الأكبر في المنطقة العربية، يضم أكثر من 60 ألف جندي في بلدان عربية مختلفة، مع تواجد فرنسي وبريطاني، وتواجد روسي مركز في سوريا، أو تواجد تركي ناشئ يحاول الموازنة مع باقي القواعد العسكرية الأجنبية.
وقد تنوعت المهام القتالية أو الأمنية للقواعد الموجودة في المنطقة العربية، بين مهام استخباراتية تستخدم من خلالها الطائرات المسيرة بشكل واضح في مناطق النزاع كاليمن وسوريا وليبيا والعراق والبحر الأحمر، أو قواعد تدريبية مشتركة لتعزيز التعاون العسكري المشترك بين دول المنطقة العربية ودول المصدر للقواعد العسكرية، إضافة لأنظمة الدفاع الجوي، أو محطات الإرسال والرصد وإعادة تصويب التوجيه للعمليات العسكرية، أو قوات أمنية للتبادل الأمني والاستخباراتي، لتعزيز دور الدول الأجنبية في المنطقة العربية التي تتربع على أهم موارد ومخازن الطاقة وخطوط الملاحة العالمية.
هذه القواعد قللت من حدة التوصل لعلاقات بينية عربية مشتركة، للمساهمة في تعزيز المصالح العربية السياسية والاقتصادية، زادت من خلالها حدة التبعية للدول مصدر القواعد، وكذلك حدة الاستقطاب في المنطقة العربية، ونتيجة زيادة الارتهان أو سباق التسلح العربي الحاصل في المنطقة أتاحت مساحة أكبر لدخول الدول الأجنبية بقواعدها العسكرية، ويلاحظ من خلال التقرير أن أمريكا تملك أكبر عدد من القواعد العسكرية في المنطقة العربية.