canlı casino siteleri casino siteleri 1xbet giriş casino sex hikayeleri oku
آراءموضوعات رئيسية

تفعيل البيجر السوري.. من التالي؟ وماذا تنتظرون أيها العرب؟/ خالــد شــحام

في مشهد هوليوودي بالكامل تعرض قناة الجزيرة بالأمس  وجهَ أحد المقاتلين المسلحين الذين يقتحمون ريف حمص وهو يصيح بحماسة وفرحة : الله أكبر !

 الرجل طليق اللحية  محفوف الشارب يحمل في يده بندقية الكلاشينكوف ، ويهلل ويكبر وهو يطل بجسده من سيارة الدفع الرباعي التي تسير بهم نحو المجد والحرية المصنعة بنفس الفقه الهوليوودي الذي تم إطلاقه إبان عصر الربيع العربي الأول ، هذه الصور  ربما كان لها مفعول أكبر قبل عشر سنين أو اكثر ، لكنها اليوم تأتينا بغصة كبيرة في البال ومخاوف بقدر اتساع الأفق، تعيدنا هذه المشاهد والسياقات إلى الذكريات الهزلية القاتلة  للعام 2011 وحملات الترويج ضد معمر القذافي ابان اقتحام ليبيا وخديعة الناتو لشعوب العرب ، وها هو الناتو يعود اليوم ولكن بنكهة جديدة.

في الحقيقة أن المشاهد الهوليوودية أصبحت أكثر من أن تحصى في طوفان الأقصى ، وأبطالها الذين لم تعد لهم من ساترة أو واقية هم أنفسهم الذين خذلوا غزة وانتكسوا عن حماية عرض الأمة في فلسطين ولبنان وسوريا الان ، ويتربع على رأسهم أولئك الذين يحاولون الظهور على الشاشات ومن خلفيتهم تتصاعد الدعايات القومية والدينية والأنسانية وهم على أعلى مراتب الكذب والتزييف ، دعونا نعرفكم  برامبو الجديد الطوروني الذي يلف حول خاصرته عنقود الرصاص الأمريكي ويضع على جبهته عصبة الناتو ويقفز لنا من مروحية أباتشي ، إنه السيد اردوغان الذي يتكشف لأول مرة بهذا القدر من الخذلان والمؤامرة بعد أن أشبعنا وهما واستعراضات شعبوية تتكشف اليوم دون حياء، يا سادتي نحن نعيش اليوم فصلا جديدا من فصول الحلم الاسرائيلي الذي تصاحبه انشودة (هتكفاه )  ” ليرتعد كل سكان مصر وكنعان وبابل ونرى دمائهم تراق و رؤوسهم مقطوعة “، هذا الحلم الاسرائيلي أو الكابوس الذي يشتعل في المنطقة منذ أكثر من سنة هو التفسير السريع والبسيط لكل المعادلات المعقدة جدا التي لم يعد الجميع يفهم مسارها ، لم يعد يهم أن نحلل أو نفصل ما يحدث في ساحة غزة أو لبنان أو مصر او سوريا  فالكابوس الاسرائيلي اليوم يقيم في عواصم العروبة واحدة واحدة، كل  التفاصيل الصغيرة لم تعد ذات أهمية لأنها فتات من أحجية أكبر ، ما يهم الان هي الصورة الكبيرة التي غابت عنا منذ البداية ولم يكن أحد يفكر فيها بالقدر الصحيح أو الرؤية الصحيحة.

في الحدث الصاعق وبنفس توقيت  الهدنة على الجبهة اللبنانية يتم الإعلان خلال أيام قليلة عن اقتحام حلب والسيطرة عليها وتدفق المقاتلين نحو المدن السورية وكأن الدولة غير حاضرة أو تلاشت كل قواها ، هذا الحدث السريع والمتعجل يعني في ترجمته الميدانية وجود قوى مؤهلة ومدربة وغياب استخباري وتلاشي الغطاء الجوي وخليط من التفاهمات الخلفية التي ترقى لمستوى المؤامرات .

بالأمس تنقل لنا قناة الجزيرة وهي تستعيد ذكريات الإحمــاء الأول في بث مباشر، تصريحات قادة (محرري سوريا ) وتصقل دبلوماسيتهم وتواصلاتهم المطمئنة  وتبعث برسائل التأمين لكل المحيط ، بمعية ذلك تنقل لنا أيضا أن المجلس الحربي الصهيوني برئاسة نتانياهو يجتمع لبحث مجريات الأحداث في سوريا ويعلن بأن لديه مؤشرات مؤكدة على انهيار قطاعات واسعة  في الجيش السوري بشكل غير متوقع ، الخبر الأكثر طرافة ومتعة هو أن الجيش الاسرائيلي قام بعدة غارات في سوريا على مخازن اسلحة كيميائية لمنع وصولها لأيادي المسلحين ، ربما لا يدرك كثيرون بأن اجتماع الكابينت الصهيوني هذه المرة مخصص لإدارة الحدث الذي يجري في أراضي سوريا والذي يمثل حلقةً من سلسلة طوق المؤامرة التي بدأت في غزة وانتقلت الى لبنان وهي الان تشتغل في الحلقة المخصصة لسوريا .

في الواقع أن ما تم الفشل فيه قبل سنوات طويلة حول سوريا تتم الان إعادة إحيائه بنفس الأدوات القديمة ولكن مع تعديل مسرح المؤامرة بالطريقة الأكثر ضمانة لإحداث الأثر ، في الواقع أن خطة الامبريالية الامريكية -الصهيونية تكشف عن نفسها ، إنها خطة لا يمكن لشيء أن يمثلها إلا عنوان واحد وهو البيجرات العربية ، البيجرات المزروعة باتقان وبنفسٍ طويلٍ في كل بلد عربي والتي تجلت بشكلها المرجعي  الأمثل في لبنان ضد حزب الله ومثلت روح الخطة والفكرة الابداعية في علم الحروب الجديد ، البيجرات أيها السادة  المزروعة في البلاد العربية تعني بكل بساطة  مفاجأت متفجرة  مخبأة بمهارة واتقان بين تفاصيل الحياة والسياسة والاقتصاد والعسكر يتم تفعيلها بكبسة زر وتتمع بعنصرالمفاجأة الصاعقة والقدرة الكبيرة على التأثير الفوري الصادم والمميت ، في داخل لبنان تم تفجير البيجرات في التوقيت الصحيح لإلحاق الأذى بمقاتلي حزب الله وتحقيق فكرة الترويع والصدمة وضرب الجهاز العصبي المعنوي لقوى الحزب ، وعلى الرغم من فداحة الإصابات إلا أن هذا البيجر يمثل النوع الأقل ضررا وتأثيرا لأن البلاد العربية بكلها  تمت زراعة البيجرات الأكثرخطورة فيها عبر سنوات طويلة من الضعف والنوم والتهاون ، وهذه البيجرات تتنوع من الاقتصاد إلى الطابور الخامس إلى الهجمات السيبرانية والعسكرية وكل ما يخطر في البال والله وحده يعلم نوعية المفاجآت الكامنة لكل بلد عربي .

 البيجر السوري الذي تم تفعيله هذه المرة  تمثل في هذه الموجة الهجومية القادمة من الشمال والتي كانت في طور الرقود الشتوي ، هذا يعني بأنه طيلة 14 شهرا من العدوان على غزة كانت هذه القوى تتحضر وتستعد في غفلةٍ تامة عن عيون الكل بما يؤكد وجود خطة متكاملة ، لقد تم كبس الزر التفجيري لهذا البيجر  في الظرف الذي تعاني فيه مكونات القوى العالمية من لحظات الضعف أو الحصار أو الضغوط الشديدة ، حصل هذا لسوريا في الوقت الذي لا يمكن فيه إنكار الضعف الروسي الذي تكشف عبر السنوات القليلة الماضية والذي ربما يفسر صفقة روسية -تركية -اسرائيلية ، وفي ظل العبث والحصار على ايران من الداخل والخارج وفي ظل الحياد الصيني  ، وفي ظل دولة ضعيفة تم استنزافها وإهلاك أهلها وجيشها واقتصادها ووضعها في الانتظار قبل التفرغ التام لها ، إن سوريا معرضة الان لتطبيق الحلم الاسرائيلي بتقسيمها إلى فتات  وكيانات هشة تابعة لا تمتلك عمودا فقاريا ولا هيكلا صلبا ويمكن رشها بقليل من الملح كي تنكمش وتذوي وتتلاشى .

هذه الهجمة على سوريا والتي يتم فيها إظهار المنحى الإسلامي من خلال الايماءات المعدة باتقان تمثيلي  لا يمكن أن تحظى إلا بالريبة والاتهام بالعمالة والمؤامرة على سوريا وعلى كل عربي ، وبالتأكيد أن هذا لا يمكن أن يكون تحريرا لسوريا بقدر ما هو اعادة سوريا نحو القبضة الاسرائيلية والامريكية التي كان يراد مثلها في لبنان عندما تم تقييد حزب الله بالفورم الرسمي للدولة اللبنانية الخاضعة بالتمام والكمال للرغبات الاسرائيلية ، هذه الهجمة تمثل ضربة مباشرة الى مربط محور المقاومة ونقطة التقاطع فيه ، وتمثل ضربة لغزة ولبنان ولليمن والعراق وتهدد كامل المنطقة لأننا تعلمنا الدرس جيدا في ليبيا وشاهدنا نتائج الحرية الاسرائيلية ، إن سوريا جيوسياسيا  تمثل قطعة من الحلوى التي تشتهيها أحلام عثمانية  واسرائيلية وامريكية وكل له غاياته وبرامجه الخاصة ولكنها في النهاية تتلاقى تحت الامبريالية الأمريكية ، وكما هي العادة تمثل ايران غاية القطاف .

في داخل هذا الحدث لم يعد يهم نوع التصنيف : شيعي – سني – علوي – طائفي – مذهبي – قومي – تقدمي – عنصري – علماني – مسلم – ملحد – شمالي – جنوبي – اخوان مسلمون – وهابيون – سلفيون – ……. لم يعد يهم لأنها كلها آلت الى الفشل المطلق والإخفاق في الامتحان القائم والقادم لأن بلادنا جميعا تتعرض للابتلاع ونتعرض نحن الإذلال والإزالة والإنقراض الوجودي ، لا يمكن لأحد  أن يعارض حق الشعب السوري بحياة ديموقراطية بالشكل الصحيح وأن يحظى بهامش واسع من حرياته وحقوقه ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم وأعمال التعذيب والانتقام وتصفيات الحسابات ولكن لا يمكن أن نثق بأن كل ذلك يمكن أن يكون على يد أمريكيا والصهيونية العالمية والعربية بكل صورها وأنواعها .

لن يستطيع البيان السوري – العراقي – الايراني الناعم والدبلوماسي الذي تم اطلاقه بالأمس  أن يفعل شيئا حيال مؤامرة ضخمة منشأة ومقررة للمنطقة ، لن تنفع هنا الحيل الدبلوماسية عديمة الطعم من روسيا والصين والثعابين الملساء التي تحيط بالحدث ، إن كان من شيء ليقال في خاتمة هذه الكلمات العبثية فهو أن هذا العالم العبثي يتحضر لصدام من المقياس بدرجة 9 أو 10 ريختر ، صفوف المجانين والمعتوهين والمتزمتين الذين يجدون في الموت طريقة للحياة بقيادات من أمثال المجرم نتانياهو والقادم ذي الوجه الأحمر تؤكد بأن هذا العالم على سعته يتحضر ليكون ساحة حرب مشتعلة طولا وعرضا ، كل هذا الاقتتال سببه هو الجشع الذي تتربع  بنوك العالم الكبرى على زعامته ، امبراطوريات الرأسمالية وحمـــاة الدولارالذين يريديون كل شيء أو لا شيء ، ما يحدث في سوريا وما سيؤول إليه ليس نهاية المسلسل الدموي ولا هو إشباع لشهوة الدم الأمريكية ، إنه الجزء المرحلي ، والدور التالي واضح ناطق بنفسه ، كل ذلك ينطق بصوت عال لأنظمة الحكم العربي : ماذا أنتم فاعلون ؟ وماذا تنتظرون ؟

كاتب عربي فلسطيني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى