لماذا تُحب هذه الانظمة اسرائيل؟ ولماذا لن افرح بسقوط الأسد؟/ د. علاء الدين الظاهر
لم اكن من محبي القذافي وكنت اتمنى سقوط نظامه. بعد ان استسلم غضبت من قتله وهو جريح مع ابنه ووزير دفاعه. ازداد غضبي بعد التمثيل بجثته وجعلها عرضة للزيارات ولأيام عدة. ليس هذا من اخلاق الثوار وقطعا ليس من اخلاقي. العديد من العرب الذين اعترضوا على اعدام صدام شكوا من معاملة الليبيين تلك للقذافي وقالوا ان العراقيين على الاقل حاكموا صدام علنيا .بعد سقوط نظام القذافي وتحوّل ليبيا الى دوقيات لتجار الحروب وعملاء لتلك الدولة او غيرها توقفتُ عن الفرح عند سقوط اي نظام دكتاتوري عربي. تبعت ليبيا اولا اليمن ثم السودان والامثلة السيئة كثيرة بدءا بالعراق.
لن افرح لهذا السبب بسقوط نظام بشار الاسد. للعلم كنت ارفض زيارة سوريا من ايام حافظ الاسد لأني كنت اقول للعراقيين ممن هربوا لها (بعثيين سابقين، اسلاميين وشيوعيين) بأنه نظامه لا يختلف عن نظام صدام في شئ. رفضت زيارتها رغم اني كنت سأحصل على برقية من جهات عليا تسهّل علي دخول مطار دمشق بسبب علاقة بعض هؤلاء العراقيين مثلا بمصطفى طلاس وزير الدفاع حينها. ايضا انتقدت توريث السلطة وتعديل الدستور ليناسب قياسات بشار الاسد. دعنا ننتظر اولا كيف تتطور الاحداث في سوريا ونرى إن كانت ستصبح ليبيا اخرى او تتعلم الدروس.
هناك الكثير من اعداء ايران واعداء حزب الله ووو ممن ابتهجوا بسقوط نظام عائلة الاسد لكن الامر الذي يثير تساؤلاتي وتساؤلات العديد هو لماذا لم تقاتل (القاعدة) وهي رأس الحربة في مقاتلة نظام الاسد، لم تقاتل اسرائيل وتحاول تحرير الجولان من المحتل الاسرائيلي؟ بل تتفرج اليوم بينما اسرائيل تحتل المنطقة العازلة بما فيها (جبل الشيخ) والبعض يتحدث عن احتلالها لأراضٍ سورية بعمق 25 كيلومتر. اسرائيل تدمر اليوم منشآت ومعدات الجيش السوري وكل ما يمكن ان يكون قوة عسكرية سورية و(القاعدة) تتفرج. هل لاحظت ان (داعش) هي الاخرى لم تحارب اسرائيل رغم ادعاءاتها عن حماية السنّة في العراق وسوريا ووو . الكيان الصهيوني قتل ويقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين السنّة والقاعدة وداعش تتفرجان ولم تقوما بأية عملية ضد الكيان الصهيوني.
هاتان المنظمتان خلقتهما دول الخليج لإثارة الفتنة بين السنة والشيعة لغرض واحد وهو اشغال شعوب منطقتنا بسخافات طائفية اكل الدهر عليها وشرب لنقتل بعضنا البعض بينما تقوم هذه الانظمة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني وبتبريرها بالحاجة للحماية الصهيونية من “الهجمة الشيعية” على السنّة. بل الاسوأ تقوم بعض هذه الدول بالاستثمار في المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة حسب القوانين الدولية.
الشاه بهلوي لم يكن سنّيا وكان يتدخل في شؤون الدول العربية لكنه كان كلب الخليج الاميركي يحمي هذه الانظمة الخليجية وكان مرحبا به. كل ما حصل ان ثورة شعبية في ايران اسقطت نظام حكمه وهزّت عروشا قال عنها دوناد ترمب عندما كان رئيسا بأنها ستسقط خلال اسبوعين لولا الحماية الاميركية.
إكره ايران كما تشاء وإكره حماس لكن اجب على سؤال واحد: لماذا تُحب هذه الانظمة اسرائيل؟