موريتانيا : احتدام الصراع بين أجنحة تجمع المعارضة
نواكشوط-الشيخ بكاي- احتدم الصراع بين الماركسيين السابقين في تجمع المعارضة الرئيسي في موريتانيا وجماعات الحزب الأخرى بسبب انضمام مجموعة ناصرية منسحبة من حزب السلطة، وبدا شبه أكيد ان جماعة أخرى غاضبة من الحزب الحاكم تعد للانضمام إلى التجمع المعارض، فيما تجري اتصالات بين رئيسه أحمد ولد داداه وأحد أجنحة حزب “الاتحاد من أجل الديموقراطية والتقدم” للانضمام إلى التجمع أيضاً.
وبدا ان جماعة “الحركة الوطنية الديموقراطية” الماركسية سابقاً اتخذت قرارها بالخروج من حزب ولد داداه ليس فقط احتجاجاً على انضمام الناصريين الذين تتهمهم علناً بالتورط بأعمال القمع التي طاولت الموريتانيين السود في الثمانينات وبداية التسعينات، بل أيضاً نتيجة صراع مرير داخل “اتحاد القوى الديموقراطية” بينهم وبين الجماعات الأخرى، بخاصة جماعة “المستقلين” المحيطة بزعيم الحزب أحمد ولد داداه. وقرار الانشقاق الذي اتخذته “الحركة الوطنية الديموقراطية” بقيادة مصطفى ولد بدرالدين لا يشكل عنصر مفاجأة داخل التجمع المعارض. وقالت مصادر في الحزب لـ “الحياة” إن الانشقاق “كان متوقعاً وهذا أحسن وقت لحدوثه بالنسبة إلينا”. واعتبرت أن حدوث الانشقاق “في حين ينضم مؤيدون جدد لخط الحزب، مسألة مهمة جداً لمستقبلنا السياسي”.
ويتوقع أن تعلن جماعة “المبادرة من أجل الدفاع عن الديموقراطية”، وهي مجموعة انشقت قبل شهور عن الحزب الحاكم، انضمامها إلى “اتحاد القوى” الذي يقوده ولد داداه. ويبدو ان انضمام المجموعة لم يعد إلا مسألة اجراءات. وتضم مجموعة “المبادرة” شخصيات سياسية وقبلية لها وزنها.
وعلمت “الحياة” من مصادر موثوق بها ان هناك حواراً بين ولد داداه وجناح حزب “الاتحاد من أجل الديموقراطية والتقدم” الذي يقوده محمذن ولد باباه من أجل انضمام هذا الجناح إلى “اتحاد القوى”. وشهد الحزب انقسامات قبل سنة بسبب خلافات بين رئيسه السابق حمدي ولد مكناس ومساعده محمذن ولد باباه. وأدت الخلافات إلى انشطار الحزب مجموعتين يقود ولد باباه إحداها، ويقود مكناس الأخرى. وقبل الانتخابات الرئاسية الأخيرة كانون الأول/ ديسمبر الماضي أعلن جناح مكناس الانضمام إلى أحزاب صغيرة متحالفة مع الحزب “الجمهوري الديموقراطي” الحاكم.
يذكر ان “الاتحاد من أجل الديموقراطية والتقدم” هو أحد الفصائل المنشقة عن حزب ولد داداه بسبب الخلافات بين الزعماء السياسيين، وكانت المجموعة الأولى التي تعلن الانفصال عن ولد داداه. وقاد الانشقاق محمذن الذي يجري التفاوض بينه وولد داداه من أجل الانضمام مجدداً.
ويقول خصوم “الحركة الوطنية الديموقراطية” إن انشقاقها عن “اتحاد القوى” سيكون “فاتحة خير عليه”. ويعتقد هؤلاء الخصوم ان الحركة “متطرفة في طرحها ولها ميولها الفرانكوفونية التي جعلت الموريتانيين العرب يبتعدون عن الحزب”.
ويعتقد مراقبون محايدون أن صدقية ولد داداه ستتعزز بانضمام “المبادرة”، وجناح ولد باباه بعد انضمام المجموعة الناصرية. إلا أن هؤلاء يرون ان “الحركة الوطنية الديموقراطية” على رغم قلة عناصرها، تمتاز بالفاعلية والنضج السياسي وسيكون لغيابها أثره. ومثل ما حدث في تجارب حزبية سابقة، تدعي “الحركة الوطنية الديموقراطية” أنها “الممثل الشرعي الوحيد للحزب”، وتتمسك بأن يطلق عليها “اتحاد القوى”، في حين يحسبها الآخرون في الحزب مجموعة منشقة.
وظلت وزارة الداخلية الموريتانية ووزارة العدل تتفرجان على الصراع بين الفئات المتخاصمة في الأحزاب التي عرف معظمها انشقاقات حافظ فيها كل طرف على اسم الحزب الذي كان يجمعه مع الآخرين. وفي المناسبات الانتخابية يتم اللجوء إلى الترقيم لتمييز مرشحي هذا الطرف عن مرشحي الآخر. واطلقت الداخلية خلال انتخابات سابقة على جناحي “الاتحاد من أجل الديموقراطية والتقدم” اسمي “الاتحاد… الرقم 1″ و”الاتحاد… الرقم 2”.
وانفجرت أزمة حزب ولد داداه حين قبل بعد مفاوضات انتساب مجموعة ناصرية كانت تؤيد ولد الطايع لكنها انسحبت من حزبه في أيلول سبتمبر الماضي بعدما اتهمت الحزب بالانحراف عن “الخط الوطني”. فقد رفضت عناصر ماركسية سابقاً قبول خصومها التاريخيين واتهمتهم بالمسؤولية “أدبياً على الأقل”، عن أعمال قمع طاولت السود خلال الفترة العسكرية من حكم ولد الطايع.
الحياة-
105 تعليقات