“حملة للكتاب والقراءة” في موريتانيا تمولها الدولة وتطوع لها عديد من الشبان
لا أحد يطمح الى عودة الظاهرة التي ظلّت منتشرة حتى نهاية الثمانينات وتآكلت مع الزمن تحت ضربات الإعلام المرئي ومواجهة ظروف العيش. خصّص الرئيس الطايع جزءاً مهماً من موازنة الدولة للقراءة وهو يتحدث كثيراً عنها ويحض مواطنيه على “العلم والمعرفة”.
وأطلقت الحكومة الموريتانية هذه الأيام حملة للكتاب والقراءة هي الأولى من نوعها في البلد، وتستمر شهرين. وذكرت الوكالة الموريتانية للأنباء الرسمية ان هدف الحملة “وضع الكتاب في متناول المواطن الموريتاني حيثما وُجد”.
وقالت الوكالة ان مئات المكتبات فُتحت في المدن والقرى وزُوِّدت بكتب تشمل كل العلوم والمعارف”. وتم افتتاح هذه المكتبات بفضل صندوق أُنشئ في كانون الثاني يناير الماضي وأُطلق عليه “الصندوق الخاص بدعم الكتاب” وخُصِّص له ما يعادل 5 ملايين دولار.
وينعش الحملة التي ستطلق كل عام في المدن والقرى مثقفون وشبان. ودعا الرئيس الطايع الكوادر الى تخصيص عطلة الصيف للمشاركة في حملات والقراءة ومحو الأمّية في المدن والقرى التي يتحدّرون منها.
ولاحظ مراسل “الحياة” في موريتانيا ان كوادر يتحدّرون من بعض الأقاليم بدأوا فعلاً تسيير قوافل سيارات استأجروها بوسائلهم الخاصة وانطلقوا في شكل جماعي الى الارياف والقرى التي يتحدرون منها للمشاركة في الحملة.
وقال لـ”الحياة” أحمد ولد أج، الموظف في شركة للهاتف النقّال وينشط ضمن فريق من الكوادر الشبان ينظّمون قوافل تجوب محافظة تكانت وسط موريتانيا لهذا الغرض: “نحن نضحّي بالوقت والمال من أجل خدمة اهلنا في الريف. وهذا اقل ما يستحقون علينا”. ويعتقد ولد اج ان الحملة “ستساهم في الرفع من المستويات الاقتصادية والاجتماعية للسكان لأن التعليم مفتاح كل شيء”. واوضح انه خلال الحملة يتم التحسيس على مستويات مختلفة، فهناك الطبيب الذي يرشد السكان صحياً والمهندس الزراعي الذي يقدم الارشادات للفلاحين… وهناك برنامج يعنى بقراءة جماعية من كتب تتناول بالتبسيط مواضيع مختلفة تمس معظم اوجه الحياة”.
ودأب الرئيس الطايع منذ وصوله الى السلطة عام 1984 على الدعوة الى “العلم والتعلّم”. وقد انشأ بعد شهور قليلة من اعتلائه السلطة وزارة مكلفة محاربة الأمّية وتطوير التعليم التقليدي الذي مارسه الموريتانيون في مدارس أطلقوا عليها “المحاضر” تستخدم الالواح الخشبية وتنتقل مع الحي البدوي ايام الترحال. كما تم قبل عام انشاء هيئة وزارية مكلفة بالتقنيات الحديثة ضمن اهتمام الرئيس الطايع بعصرنة المجتمع الموريتاني ذي التقاليد البدوية العريقة. وتمتلئ خطب الرئيس الطابع دائماً بالحديث عن “العصرنة” و”التحديث”.
102 تعليقات