حينما يجمد النظام الموريتاني حسابات محمد ولد بوعماتو/ باباه سيدي عبد الله
غاندي والشاه…
النظام الموريتاني يجمد حسابات رجل الأعمال محمد ولد بوعماتو فى البنوك الموريتانية.
حلقة أخرى بائسة من دراما ” جزاء سنمار” المحفوظةِ جميعُ حقوقها لمحمد ولد عبد العزيز.
عندما كان عزيز المسيِّرَ الماليَّ لحملة المرشح سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، وعندما كان هو نفسه مرشحا للرئاسة لم يكن تجميدُ حسابات بوعماتو المصرفية ولا رفْضُ هداياه وارداً، بل كان الأصوب توشيحه اعترافا باستحقاقه ووطنيته.
اليوم ينصرف جهد عزيز إلى محاصرة بوعماتو مالياً، بسوء نية قَطْع المدد عن المعارضة الموريتانية، وهي على أعتاب انتخابات مفصلية.
ويتألم عزيز لعجزه عن تجميد حسابات وأرصدة لبوعماتو فى قلوب فقراء ويتامى وأرامل موريتانيا لا تزال جارية بالدعاء الذي يرفع البلاء.
اليوم اهتزت ثقة الناس فى النظام المصرفي الموريتاني، سواء فى ذلك حاضرُ رجال الأعمال الموريتانيين وبادى المستثمرين الأجانب،لأن عزيز أصبح خصْماً وحَكَماً فى كل ما له علاقة بالمال والثروة، بل إن
تشهيره برجال الأعمال الموريتانيين صار عابراً للحدود.
ولولا صراحة وإنصاف الرئيس الغيني ،الذي شاب مفرقاه فى معارضة التسلط والاستبداد، لَمَا اكتشفنا- بالصوت والصورة- أن عزيز كان قد حذّره من التعامل مع رجال الأعمال الموريتانيين لأنهم “لصوص”.
وقبل غينيا كانت لعزيز “جولات”ضد رجال الأعمال الموريتانيين فى أوروبا والشرق الأوسط باءت كلها بالفشل، لأنه – فى التشهير بمواطنيه – كان دائماً يقدم نفسه كبديلٍ من وراء ” حجاب”.
و لو اجتمع لعزيز مالُ قارون على مُلْك سليمان فلن يصمد طويلاً أمام الرفْض المتنامي لتصرفاته التي فاضت كؤوسها بالجُور وقطع أرزاق الناس.
ولأن كل شيء عنده مرتبط بالمال، فإن من الصعب عليه التسليمَ بأن
التضحية فى سبيل المبادئ لا يقتلها “تجفيف” المنابع، فهي تتغذى على الصبر وطول النفس.
لقد صمد المهاتما غاندي حافيَ القدمين عارياً إلا من إزاره، متسلحا باللاَّعُنف، فانتزع الحرية من امبراطورية لم تكن تغيب عنها الشمس.
و نهب شاه إيران ثروات شعبه واشترى لنفسه وأفراد عائلته قصورا فى سويسرا واسبانيا وأمريكا، ثم مات منفياً وصادرت الثورة الإيرانية مليارات الدولارات وعشرات العقارات من وَرَثَته.
وحتى لا نظلم عزيز ، علينا الاعتراف له بأنه صار بالفعل رئيسا فاحش الثراء لشعب من المُملقين.